في العلمانيّين "المُشاركين"

إلى جميع كبار الرؤساء

أبت العزيز،

سلام المسيح.

ردّاً على الأسئلة التي اُثيرت في الأقاليم، فإنّ اجتماع "المُنظِّمين" الأخير (الذي انعقد في أيلول/ سبتمبر2002). ناقش هويّة العلمانيّين رجالاً ونساءً - الذين تُشركهم صلة خاصّة في رهبانيّتنا. بلغ عددهم في أيَّامنا نحو ستّين. ومع أنّهم يتلاقون هنا أو هناك ليتبادلوا اختباراتهم، فإنّهم لا يؤلّفون "رابطة"، بل تكمن صلتهم الخاصّة بحبهم رهبانيّتنا الرسوليّ في اتّفاق تعاقديّ بين أحد كبار الرؤساء أو مندوبه وأحدِ العلمانيّين المعَدَّ على وجه حسنّ بصفته فرداً. كما أنّ لفظ "شريك" يدلّ في أيّامنا وفي الحياة المكرّسة على صيغ مختلفة في التعاون أو العلاقة بالعلمانيّة الملتزمة، فإنّ بعض التوجيهات مقترحة هنا في نمط القرار 13 من المجمع العامّ الرابع والثلاثين (357 - 359)، تجنّباً لكلّ التباس أو سوء تفاهم، وملازمةً جهدنا في هذا القطاع بمزيد من الدقّة والوضوح..

(1)        في أيّامنا، يطلب إلينا عدد من العلمانيّين، بالإضافة إلى الروحانيّة الإغناطيّة، إمكانية التعاون بوجه أوثق في رسالتنا الروحيّة، وهذا يعني الحصول على رسالة عمل من أحد كبار الرؤساء أو من مندوبه. ومع أنّ رهبانيّتنا لا تنوي أن يكون تحت تصرّفها عدد كبير في مثل هؤلاء الشركاء وإنّ توسِّع أيّ حملة إعلانية لاستمالتهم، فإنّها ترغب في أن تبقى مستعدّة إلى أقصى حدّ نحو الذين واللواتي يشعرون بأنّهم مدعوّون إلى خدمة أكبر بالحصول على رسالتهم في رهبانيّتنا.

(2)        بما أنّ الشريك - سواء كان مع نذور أو بدونها، لمدّة محدّدة أو بشكل دائم - هو ملتزم بصلة تعاقديّة نحو رهبانيّتنا للقيام برسالة عُهد بها إليه، فإنّ وضعه يختلف تماماً عن وضع شركاء آخرين يشكّلون مجموعات صلاة أو روحيّة أو تطوّعاً والتزاماً رسوليّاً محدَّداً وخاصّاً.

(3)        بين العناصر التي حاول المجمع العامّ أن يأخذها بعين الاعتبار، تولّى أهميّة كبرى للتمييز المتبادل مع الرئيس الإقليمي أو مندوبه في شأن الرسالة التي يُعهَد بها. فإنّ الحصول على تلك الرسالة مِن قِبَل رهبانيّتنا يتطلّب استعداداً حقيقيّاً ولا يكفي التصريح الشبه تلقائيّ بأنّ عمل الشريك الحاليّ هو الرسالة، والموافقة على أنّ الأسباب العمليّة لا تسمح سلفاً بأيّ تغيير في نمط الحياة أو العمل. فإنّ وجود مثل ذلك الاستعداد الحقيقيّ كثيراً ما يكون سِمة دعوة أحد الشركاء إلى رهبانيّتنا، ويدلّ غيابه على ظرف مانع حاسم.

(4)        لكي يُلافى كلّ التباس، يشدّد المجمع العامّ على أن كون الشريك، الذي يجب أن تُحفظ دعوته العلمانيّة مهما كلّف الأمر، لا يُقبل بصفته عضواً في جسم رهبانيّتنا.

إنّ تلك الملاحظات تمدّد تلك التي عُرض منذ عهد قريب في شأن روابط العلمانيّين القانونيّة برهبانيّتنا (17/3/99)، وهي تسعى إلى أن تُظهر كلّ الفائدة التي نراها في ذلك الانفتاح، لا على رابطةٍ غايتُها مجرّد التعمّق في الروحانيّة الإغناطيّة بوجه عامّ، بل على ارتباط أوثق برسالة رهبانيّتنا.

أشكركم سلفاً لإطلاعي على التقدّم في هذا القطاع. لاشكّ أنّ الشريك المرتبط برهبانيّتنا يستحقّ انتباهنا كلّه، ولكنّ ذلك لا يجوز أن يُنسينا سائر صيغ العلاقات والتعاون مع العلمانيّين، فإنّها تشكّل أهمّ ما ورد في القرار 13 من قرارات المجمع العامّ الرابع والثلاثين.

رومة في 25 /2/ 2003
أخوكم في المسيح
بيتر هانس كولفنباخ اليسوعيّ
الرئيس العامّ

Collège Notre-Dame de Jamhour, LIBAN
Bureau de Communication et de Publication © 1994-2008