Centre Sportif, Culturel et Social du Collège Notre-Dame de Jamhour
Inauguration du bâtiment Wafic Rida Saïd

مدرسة الجمهور تفتتح مبنى وفيق سعيد في المركز الرياضي الثقافي
الأب دكاش: أنجزنا المهمة بفضل التعاون والايمان

كتبت هلا بطرس: بحضور حشد من الشخصيات السياسية، التربوية، الاقتصادية، والاجتماعية، تمّ افتتاح مبنى وفيق وحنا سعيد التابع للمركز الرياضي، الثقافي، والاجتماعي في مدرسة سيدة الجمهور. شارك في الافتتاح السيد وفيق سعيد، وهو من قدامى مدرسة الجمهور، و(رجل انساني فعلي) على حدّ قول عريف الحفل عضو اللجنة الادارية في المركز جو عتيق، الى جانب رئيس رابطة قدامى الجمهور ميشال إده، مدير مدرسة سيدة الجمهور الأب سليم دكاش، رئيس اللجنة الادارية في المركز الرياضي، الثقافي والاجتماعي الأمير سمير أبي اللمع. بدأ التجمع في المركز الرياضي الثقافي والاجتماعي في المدرسة على وقع غناء كورس (Méli mélodies) المؤلف من طلاب الجمهور بادارة كمال مكرزل. ومن الحضور: الرئيس أمين الجميّل، وزير الثقافة طارق متري، السيدة منى الهراوي، والنائبان فؤاد السعد، الياس سكاف، والنواب السابقون بيار دكاش، فارس بويز، صلاح حنين، رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني، رئيس اتحاد غرف التجارة العربية، وغرفة التجارة اللبنانية عدنان قصار... رحّب عريف الحفل عضو اللجنة الادارية للمركز جو عتيق بالحضور في (هذا المكان الرائع، وهو مبنى وفيق وحنا سعيد)، ثم عرّف بالأب دكاش الذي (أعطى من نفسه بالجسد والروح منذ 1991 لبناء أقسام المدرسة، وتنظيم المؤسسات التي تشكّل المدرسة: الجسم التعليمي، ادارة عصرية، ولجان، بالاضافة الى تنشئة النساء والرجال الذين يشكلون هذه المدرسة، وكل هذا لخدمة رسالته في تنشئة أجيال المستقبل).

ثم تحدث مدير المدرسة الأب دكاش عن المساهمات التي سمحت بانشاء المركز الرياضي الثقافي والاجتماعي، بفضل اللجنة الادارية للمركز، ورابطة القدامى، ساهم العديد من المتبرعين في انشاء المبنى الرياضي، وحوض السباحة اللذان افتتحا في أيار .2002 ثم بدأ انشاء المبنى الثقافي والاجتماعي في كانون الأول .2002 انما تضاعفت المصاعب، وارتفعت الصلوات لايجاد أصدقاء للمدرسة مستعدين لدعم الميزانية.

بعدها توجه الأب دكاش الى السيد وفيق سعيد بقوله: (أستاذ وفيق سعيد، لقد جئتم من دمشق لتمضية القسم التكميلي في الجمهور، أعجبتكم المدرسة، ووقعتم في حبّها، وأصريتم على إبقاء جزء من روحكم بين حيطانها وعليها، حين زرتم المدرسة والمبنى الرياضي منذ 3 سنوات، لم تترددوا في ان تبرهنوا عن كرم هائل لمساعدة الجمهور على متابعة مهامها، وحين أخبرتكم اننا ننوي اعادة تأهيل غرف الصفوف العليا بالتماشي مع المبنى الثقافي، قلتم لي ان مشاركتكم بتمويل المركز ستكون أكثر مادة، وأصريتم على المساهمة ايضا في التطوير التربوي للمدرسة).

وتقدم الأب دكاش بالشكر الى كل المؤسسين والأعضاء الذين ساهموا في انشاء هذا المبنى، مؤكدا ان هذا التعاون والتماسك سمح للمدرسة بمتابعة سياستها في التطوير التربوي والمساعدات الاجتماعية على شكل منح دراسية، كما سمحت المساهمات بجعل المختبرات مثالية، وتأمين المعدات التكنولوجية الأكثر تطورا

وأشاد الأب دكاش الى أهمية وجود السيد وفيق سعيد في هذا الحفل، الأمر الذي يعطي بعداً آخر للروابط بين لبنان وسوريا. وأضاف: (هذا يذكرنا بأن لبنان وسوريا، وكما يقول البطريرك صفير، هما بلدان يتمتعان بمصير مشترك واحد في الأخوة والدعم المتبادل، وقصة هذين البلدين هي قصة شقيقين متحابين، يحترمان ويدعمان بعضهما).

وختم بقوله: (تمّ انشاء هذا المبنى في فترة يعاني فيها لبنان من أزمة استقلال وهوية، ويحارب من أجل حريته، ويرزح تحت حكم قوة أجنبية، انما باتمامنا هكذا مهمة، نظهر ايمانا لا يتزحزح، ومقاومة تامة، لأننا لطالما كنا ولا نزال نحمل رسالة، وهي تنشئة نساء ورجال على العلوم والآداب، وناشطين اجتماعيين مثقفين يعملون من أجل عالم أكثر عدلاً وأخوة، فمهمتنا هي تنشئة مواطنين يريدون ان يتحرروا، اليوم ايضا، ومن كل تبعية، ويريدون ان يقضوا على الفساد السياسي والاجتماعي الذي يدمّر التجدد، نريد تنشئة لبنانيين يعرفون كيف يبنون لبنان جديد، واليوم، باقتراب عيد الاستقلال، نعمل لكي تكون هذه المهمة كاملة، وموجهة للبنان أكثر سيادة وحرية، صديق لكل الشعوب، نقطة وصل بين الحضارات المختلفة).

وبعد ان بارك الأب الأعلى للمؤسسة اليسوعية في المدرسة الأب مايكل زميت المبنى الجديد، جال الوفد المشارك في مختلف أرجاء المبنى وصالاته، قبل الانتقال الى حفل عشاء، جرت عقبه مداخلات لكل من رئيس اللجنة الادارية للمركز الرياضي الثقافي الاجتماعي الأمير سمير أبي اللمع، رئيس رابطة قدامى الجمهور الرئيس ميشال اده، وختاما وفيق وحنا سعيد، قبل قطع قالب الحلوى احتفالا بالمناسبة.

في البداية، عرّف عتيق بالأمير سمير أبي اللمع موضحا انه لم يتخلّف منذ العام 1999 حتى أيار 2002 عن أيّ من الاجتماعات الأسبوعية لورشة المركز، وتوقف لمدة عام، ثم عاود نشاطه في الاجتماع عندما أعيدت مباشرة العمل، ولم يتوقف حتى اليوم، واستمر بالوقت نفسه في القيام بمهامه كرئيس اللجنة الادارية للمركز.

أبي اللمع

ثم روى أبي اللمع في كلمته قصته مع مدرسة الجمهور، التي بدأت في 30 نيسان 1950، عند وضع حجر الأساس، ويقول: (عندها، لم أفكّر أبداً ان هذه القصة ستستمر، طلبوا منّي في الـ83 ان أكون في مجلس الادارة، هكذا أصبح الرابط الذي يجمعني بالجمهور أقوى، في العام 1996، وخلال عقد أحد المجالس، قررنا المباشرة ببناء هذا المركز، لكن أين نجد المال? قررنا القيام بالخطوة الأولية، على ان نرى لاحقاً ما يحصل، ويوم افتتاح المركز الرياضي عام 2002، وجدنا انه لن يكون كاملا دون القسم الثقافي، ومساهمة وفيق سعيد شجعتنا على بدء أعمال البناء، وهذا المشروع الذي يمتد على مسافة 17 ألف متر مربع يستجيب لرؤيتنا).

وأوضح أبي اللمع انه تعلم من التربية اليسوعية عاملين مهمّين وجها حياته: الاستماع، والعطاء والعمل ضمن فريق.

وأضاف: (الجمهور هي الاستماع باحترام الآخر، وقد تعلمنا ذلك منذ البدء، استمعنا الى القدامى، الرياضيين، المدرسين، المهندسين، العمال... معهم ناقشنا كل الأمور، حتى التفاصيل، قبل التنفيذ، والجمهور هي العطاء. وتربيتنا علمتنا معنى العطاء، على غرار وفيق سعيد وكل الواهبين الذين جسّدوا بكرمهم روح العطاء، فالمركز هو هبة من الآباء اليسوعيين الذين أعطوا الضوء الأخضر للمباشرة بالتنفيذ وساهموا بالبناء، ومن كل المساهمين الذين أعطوا بكرم، ولا يجب ان يتوقف العطاء هنا، بل يجب اضافة بعض الملحقات التي تؤمّن التسهيلات، وأنا متأكد ان ندائي سوف يسمع لأننا تعلمنا العطاء في مدرستنا.

ثم عرّف عتيق بالوزير السابق رئيس رابطة قدامى المدرسة ميشال اده بقوله: (نحن نحبه لقلبه الكبير، وكرمه، وايمانه الذي يرفع الجبال، نحبه لنبضه الكلامي الشغوف، ولايمانه المعدي، وذكائه، ومرحه، نحبه لخطاباته، كما نحبه لتعاطيه بالتساوي مع الكبار والصغار).

ركّز اده في كلمته على مثابرة الأب سليم دكاش وايمانه وتفاؤله، مما سمح له بتحقيق هذا الانجاز ومتابعة رسالته.

وشدد اده على انه من الضروري ان يفهم الناس ان المبادرة الخاصة والقطاع الخاص هما استثنائيان في لبنان، حين أفكّر ان المساحة التي يمتد عليها المبنى هي 17 ألف متر بتكلفة 8 ملايين دولار، وبمواصفات استثنائية نادرة حتى في أوروبا أو في أميركا، أفكّر بالخصخصة وأهميتها، يجب ان نفهم في لبنان ان القطاع الخاص هو أساسي، فنحن متأخرون بالنسبة للجميع، فالعالم كله تبنّى هذا المبدأ سوى لبنان.

وختاما قال: (يقولون لي غالبا): (نحن قلقون على لبنان، فأجيبهم: لا تقلقوا، فنحن أخوة، ونجسّد مثالا فعليا في التعايش وأتمنى ان تتبع بقية البلدان مثالنا، ولدينا القناعة بأن بلدنا هو فعلاً أبدي).

بعدها عرّف عتيق بوفيق سعيد بقوله: (هو من قدامى المدرسة، رجل انساني فعلي، ومواطن من العالم، ولد في دمشق عام 1939، وهو ابن وزير الثقافة السوري سابقا الدكتور رضا سعيد، مؤسس أول جامعة في سوريا، تابع سعيد دراسته لدى الآباء اليسوعيين، ومن ثقافته (الجمهورية) انطلق الى العالم أولاً في سويسرا، ثم في المملكة العربية السعودية وانكلترا، أسّس في 1982 جمعية (مؤسسة كريم وحنا سعيد) الخيرية الانكليزية التي تعمل بهدف تغيير حياة الأولاد المحرومين أو المعوقين في الشرق الأوسط، خصوصا في سوريا، لبنان، الأردن، وفلسطين، وذلك عبر ادخالهم الى جامعات هامة، كما بواسطة برامج تطويرية وثقافية في بلدانهم، كما تعمل المؤسسة على دعم التفاهم بين العالم العربي والغرب.

وفيق سعيد هو اليوم عضو في (مؤسسة مدرسة سعيد للتجارة) في جامعة أوكسفورد، وبالرغم انه مواطن من العالم، يبقى انتماؤه (الجمهوري) قوي بما انه ساهم في انشاء المبنى الرائع الذي يستضيف الحفل).

كلمة سعيد

وكان لوفيق سعيد كلمة استهلها بقوله: (أشعر بتأثر كبير وأنا أقف اليوم بين حيطان هذه المؤسسة الغالية، يسعدني ان أرى هذه الأماكن والممرات التي تعيد إليّ الكثير من الذكريات في هذه اللحظة).

وتقدّم سعيد بالشكر للحضور، ونوّه بالتربية الاستثنائية التي تلقاها جيلهم في قلب هذه المدرسة، وكرّم بعض التربويين الكبار الذين تعرّف اليهم عن كثب.

وأكد انه يفتخر بالفرصة التي حظي بها في ان يكون تلميذا لهم، وان يستقي معلوماته منهم. وأضاف: (بعودتي الى هذه المؤسسة الممتازة، أعترف بامتناني، لهذا السبب، يشرّفني كثيرا اليوم ان أساهم على طريقتي في توسّع هذه المدرسة التي هي غالية جدا على قلبي، وهنا أسمح لنفسي بأن أعرب من عمق قلبي عن شكري واعجابي لمن يجمعنا هنا اليوم، وهو المدير الأب سليم دكاش. أيها الأب المحترم، لقد كانت لكم الرؤيا الطموحة لخلق هذا المركز الرياضي الثقافي الاجتماعي، طبعاً لم يكن الأمر سهلاً، انما بفضل طيبتكم ومثابرتكم، ومثابرة كل الفريق الذي يساندكم، تمكّنتم من خلق هذا المركز الرائع، ويمكنكم ان تفتخروا بهذا الأمر، ونحن متأكدون من ان هذا المركز سيسمح لكم بمتابعة الرسالة التي أردتم ايصالها الى الأجيال الحالية والمستقبلية).

وتابع بقوله: (عندما كنّا شباب وغير واعين، لم نكن لنعرف قيمة ما قدّم الينا، وكنا نشتكي من كل شيء، لكن عندما نكبر، نتعلم كيف نقدر الأشياء، هذه المؤسسة تعمل على تعليم العزم، احترام القيم، وحب العمل، الأمر الذي سمح للكثيرين منّا بلعب دور بنّاء في مجتمعنا).

وشدّد على ما تعلمه خلال سنواته الدراسية من ناحية انه بالعزم والاجتهاد، لا يبقى من أمر مستحيل أو صعب، وذكر ان لبنان الذي اكتشفه بكل أنحائه أصبح بلده بالتبني، كل هذه الأمور تثبت أهمية التعليم في تحسين العالم ومواجهة الحياة والقضاء على الأمّية والاختلافات). وأضاف: (عملت طوال حياتي على خدمة هذه القضية، وسأستمر في ذلك طالما أستطيع).