الرغبة الحمراء
Elle est retrouvée
Quoi ? l’éternité
C’est la mer allée
Avec le soleil
Rimbaud
سألتني زميلتي يُسرى أن أكتب...شيئًا، فرحّبت من دون تردّد، لا لأنّني أحبّ الكتابة، فالعكس هو الصحيح، بل لأنّني لا أحبّ "لا"، أو لأنّني أحبّ يُسرى. لم أكن أعرف أنّني سأجلس أمام ورقتي البيضاء أستعطي الجِنّ والإنس فكرًا أحمر يليق ب "قارئ- ملكٍ" مُحتمَل. نسيت أنّني هجرت الأقلام يوم دوّختني الحياة، نسيت طعم الدوار أمام بياض الأوراق، ها هو الدوار يعود من جديد... سامحكِ الله يا يُسرى... ماذا أقول؟
إنّ من يكتب ليقول، لا يقول إلا عجزه عن القول. قد يقول بعضًا مِن"أنا"، لكنّه لا يكون أبدًا... الأنا. قد يقول حبًّا، لكنّه لا يكون أبدًا... الحب. قد يقول الله، لكنّ الله لا يكون أبدًا هنا... هنا في خطوط سوداءَ على صفحة بيضاء. قد يقول حقيقة، لكنّها لا تكون أبدًا الحقيقة... هذي تكون هناك، أقصد هنالك، في الضدّ، في الصمت، في الصمت العميق، في الغياب، في الرعشة القاتلة، في جسد يرتجف فوق القمم وينسى أن يعي، لأنّه غياب، ينسى أن يقول لأنّه يعيش.
الفكر يبحث بالكلمات عن الرعشة-المطلق، والحياة تحبل بها...به... وأنا أبحث عن بطن الحياة، حيث تنبعث رائحة الهاوية من على رؤوس القمم.
إنّه نزيف الأنا يريد أن يغرق في الأنت...
في اللون، في لون زهر اللوز...
تحت جناح فراشة...
في ثنية فخذ طفل جميل...
في رائحة نبيذ عتيق، في ضوء شمس يزيّن جبهة حرمون...
إنّه نزيف الأنا يريد أن يغرق في بطن الحياة... ها هو... لُمّي أنفاسكِ... يغرق في إله...
إنّها الرغبة الحمراء، إنّها في كلّ حال غرق في الغرق. إنها أن أكون في الأحمر لا على صفحة بيضاء. آهٍ من "كَتَبَ" يكتُب، كتابة، هذا الفعل الأصفر (الابتسامة الصفراء)، هذا الرأس، إنّه رأس، وأنا أريد بطنًا أولد فيه لتكون لي الحياة... ها هو الدوار يعود من جديد... سامحكِ الله يا يُسرى...
عزيزتي يُسرى، أعدت قراءة ما كتبتُ، وبتأثير من عاداتي المهنيّة، لفتني تواترُ حرف الجر "في". ما رأيكِ فيه؟ أعرف أنّ كفاءاتكِ المهنيّة ستُعينكِ على قراءته وقراءتي.
إيفون أبو سمرا
(مُدرِّسة اللغة العربية في الصفوف الثانوية)