Billet de la quinzaine
Les autres billets de la quinzaine
3 juin 2006
...وماذا أقول؟
أعطنا يا ربُّ روحَ فرحٍ وحرّيّة.
أعطنا يا ربُّ روحَ إيمانٍ وفهم.
أعطنا يا ربُّ روحَ عفافٍ وقداسة.
أعطنا يا ربُّ روحَ لطفٍ وكرم.
أعطنا يا ربُّ روحَ محبّةٍ وقوّة.
أعطنا يا ربُّ روحَ صبرٍ وأمل.
أعطنا يا ربُّ روحَ عدلٍ وسلام.
أعطنا يا ربُّ روحَ محبّةٍ ووحدة...
وماذا عساي أطلب غيرَ ذلك؟ وكيف يمكنني التعبيرُ عمّا يحلّق في أعماقي؟ كانتْ بدايتي كالأرض ظلامًا، أبحث عن شمسٍ تجعل أيّامي نهارًا. كنتُ كالليالي التي تبحث عن قمرٍ. نعم كنتُ كالليالي التائهةِ بين ولادةِ النهار في الصباح ونومِه عند الغروب، ليستيقظ من جديد باندفاعٍ زائدٍ ونورٍ وهّاجٍ. ولكن، أين أنا من هذا النهار، هل أستطيعُ الانتظارَ إلى أن يستيقظ النهار؟! هل أستطيعُ التغلّبَ على النعاس أم أستسلم له؟! هل أستطيع إنتظارَ ولادةِ الحبّ والغفران، أم أبقى كالنجوم الضائعة في الفضاء، تبحث عن شمسٍ ترسم في سمائها فجرًا؟!
نفسي حزينة، وروحي كذلك. ما عساي أقول عن حزني، دموعي يأسي أو وحدتي؟ وعلى الرغم من ذلك أبحث عن الفرح، أهو في هذه الفتاة أم في أخرى؟ في هذا الشاب أم في آخرَ؟! ويبقى السؤال، أين أنا من هذه الدنيا؟ أين الفرحُ؟ في آخرَ أم في آخرَ.. وآخرَ.. وآخرَ.. ومن يدري!
وكان فجرًا أطلّ من خلف الغيوم، من خلف أعماق قلبي، من صورة المسيح في نفسي. وُلِدَتِ الشمس في داخلي، فإذا الربيعُ انعكاسٌ لدفء الحبّ وصورةِ المخلّص، لابتسامةٍ داخليّة دائمة. يومَها دُقَّ باب الإيمان، ففتح القلب وعرف معنى الحبّ الحقيقي، والسعادة الحقيقيّة، لأوّل مرّة.
مذذاك، أصبح هذا القلب مسكن الحبّ الذي يروي اليأس والاضطراب والفشل والشك وخيبة الأمل و.. و.. و… هذا الحبّ لم يوضَع حديثًا في داخلي بل كان ميتًا، وولِد مع ولادة سيّدنا يسوع المسيح.
يا فادي البشر، يا مَن أَحبَّهم حتّى الموت، يا مَن خلّصهم، يا مَن وهبهم الحياة الأبديّة، يا يسوع العالم. قبْلك كنتُ أرضًا جرداءَ لم تعرفِ المطر. قبْلك كان العمر ضَياعًا. قبْلك كان الظلام بردًا. قبْلك كان العمر شتاءً وعاصفةً وأغصانًا تنتظر الموت مع كلّ هبّة ريح.
وفي ختام كلامي لا أستطيع القول سوى أنّ الله أحبّنا بكلّ جوارحه، وأهدانا أغلى ما يملك. أهدانا ابنَه الوحيد لكي يُثْبِتَ لنا محبّته. ولكن، نحن في المقابل، هل نبادله المحبّةَ ونمنحه حقّ الكلام إلينا، ونصغي إلى ما يريده من كلّ واحدٍ منّا؟ … عليكم واجبُ الإصغاء.
سيمون أنطون، (مُدرّس اللغة العربية)