Billet de la quinzaine
Les autres billets de la quinzaine
29 août 2006
في بعض الأحيان، أتساءلُ عمَّنْ هو في الحقيقةِ يسوع هذا، لأنّ لدى الناس آراءً مختلفةً حوله...
في الكثير منَ المواقفِ يبدو أنّ بعضَ أصدقائي يعرفونك حقًّا، وَيتكلّمون عليك، كأنّك أفضلُ صديق، وَيُؤكّدون أنّك في قلوبِهم. لكني أتساءل كثيرًا: هل هذه حقيقةٌ صادقةٌ، لديهم؟
يا ربّ، في قلبي نارٌ راقدة تَظهرُ ألسنتُها أحيانًا، فَأثور وَأغضب، وَتخبو نيرانُها أحيانًا فَأكتوي بِها في صمتي وَخلوتي، وَأختنقُ بِلهيبِ أنفاسي اللاهثة.
يا ربّ، أُنظرْ إلى خبايا روحي فَترى الأنانيّة، وَالغضب، والعذاب،...
انظر يا ربّ، فتراني ورقةً صفراءَ جافّة جاهزةً للحريق، غصنًا جافًا، بل شجرة وسط غابة مُدخنة.
كثيرًا ما أسمعك تَهمس في أذنيّ وَتقول لي:" أعطني قلبك، أحببني، كما أنت، على حقيقتِك، دعني أُحبّك، إنّي أُريد قلبك، أُريد أن يُطلَقَ حبُّك من زاويةِ شقائك، لأنّي أُحبّ، حتّى ضعفَك. الأمر الوحيد الذي أرغب فيه، هو نشيد قلبك، وَأن تعمل بِدافع الحبّ، فأنا دائمًا "واقفٌ على باب قلبك كَالمستعطي، أقرع وَأنتظر فَاسرع وَافتح لي."(سفر الرؤيا 3/21)
"وحيث يكون كنزُك يكون قلبك" (متّى 6/21). آية كرّرها، بعد المسيح، الكثيرُ من القدّيسين. لكنّ القدّيس أنطونيوس البادويّ، في معرض تأبينِهِ لأحد المرابين، فسّر هذه الآية قائلاً: "إذهبوا إلى خزانة كنزه تجدوا قلبه هناك، ونقوده الذهبيّة وَمجوهراته. وَكم كانت الدهشة كبيرة عندما فتحَ الورَثةُ صندوق المال فَوجدوا القلب في داخله".
أسئلة، لا بُدّ من وِقفة صمت وَعودةٍ إلى الذات، للإجابة عنها. أسئلة أضاعها ضجيجُ الأحلام، لكنّها تبقى مجرّدَ أسئلة، إنْ لم تجد لها جوابًا.
ساعدْنا يا ربّ، لكي تكون عبارةُ: "القلب في صدورنا والحبّ في قلوبنا" شعارَنا في الحياة إلى الأبد.
نسيب
الفغالي
مدرّس في
اللغة العربيّة