Billet de la quinzaine
Les autres billets de la quinzaine
12 février 2007
بعد صيف ضاجٍّ بالنزهات معَ الأصحاب، والذهاب إلى البحر واللهو والاستمتاع، استيقظُت، في يوم خريفيّ ونظرْتُ مِنَ النافذة، ففوجئت برُذاذ الأمطار يغطي الطرقاتٍ مصحوبًا بالرياح.
أشباحٌ وأشباحٌ ترتسم في عتمة الأفق. في الشارعِ كانتِ الفرائصُ ترتجف والأسنانُ تصطكُّ والرياح القارصةُ تصفَعُ الخدودَ الطريَّة والشفاه والعيون وكُلَّ ما ظهر مِنَ الجِلد النديّ.
فجأة، تذكّرتُ الشتاءَ وبدءَ المدرسة والجِدَّ والعذابَ، ولكنّني، بالرغم مِنْ ذلك، كنتُ مسرورة لأنّ مياه المطر أزالت كُلَّ نقطة ملوَّثة عن الطرقات، وكأنها تمحو كُلَّ سواد في القلوب، أو كأنّها تغسل، بعد وقت طويل، همومَ الناس ومشاكلَهم. وفرحتُ أكثرَ، عندما قالتْ لي أمي، مُطَمْئِنةً، إنّ الماءَ والأمطار دليلُ على قدوم الخير على أرضنا الخاوية.
كم أُشبِه أنا هذه الطبيعة! فكم مِنْ مَرّة كانتْ نفسي متلبدةً بالغيوم! وكم مِنْ مَرّة سقطتْ دموعي وغسلتْ معها همومي! وكم مِن مَرَّة أَزْهَرَ الفرحُ في قلبي، بعدما برقَ الغضبُ فيه وأرعد! وبعدما كانت رياح الهموم تعصف في نفسي، عادتْ برَاعمُ الأمل الخضراءُ تنبت على الغصون اليابسة. كم مِنْ مَرَّة كانتْ أفكاري البريئةُ تنضُج، فاتركها تقع كي تنبتَ مكانها أفكارٌ جديدةٌ أكثرَ نُضجًا. كم مِنْ مَرَّة أثمَرتْ جهودي وقطفتُ ثمارَها بفرح كبير! فكما أنَّ الحياةَ جميلةٌ بحُلْوِها و بمُرّها، هكذا الطبيعةُ جميلةٌ بفصولها الأربعة.
شانتال كرباج – الثالث (6)