كلمة الأب سليم دكاش رئيس مدرسة سيدة الجمهور

 

 في عشاء تكريم الصحافة الرياضية

في يوم السبت 14/12/2002

أطلقوا عليها اسم "صاحبة الجلالة"

أسْمَوْها "السلطة الرابعة"

وصفوها بـ "مهمة المشاق"

تلك هي الصحافة، المكتوبة والمرئية والمسموعة، لأجل هذه الاوصاف وغيرها الكثير، تكرِّم مدرسة سيدة الجمهور الصحافة الرياضية والرياضيين، بمناسبة يوبيلها الذهبي!

حضرة معالي وزير الشباب والرياضة الاستاذ سيبوه هوفنانيان،

سعادة النقيب الاستاذ ملحم كرم،

سعادة اللواء الركن سهيل خوري رئيس اللجنة الاولمبية،

حضرة العميد انطوان نصر نائب رئيس رابطة القدامى،

حضرة ممثل لجنة الاهل في مدرسة سيدة الجمهور،

ايها الزملاء اساتذة التربية البدنية والرياضية والمدربين الأعزاء،

أبائي ،

حضرة الصحافيين الرياضيين الكرام،

ايها الحفل الكريم.

باسم مدرسة سيدة الجمهور، باسم الرياضة والرياضيين فيها، ارحَّب بكم في رحاب مدرسة سيدة الجمهور في عيدها الخمسين على تلة الجمهور وهي التي حملت وما تزال شعار "العقل السليم في الجسم السليم"، ومثل ما هو الصحافي الاصيل يتجشّم الاخطار للفوز في سبق صحافي لينقل الجديد النابض بالحياة، فها مدرسة سيدة الجمهور بقسم التربية البدنية والرياضية فيها، بناديها نادي الجمهور الرياضي وملاعبها ومضاميرها ومنجزاتها ميدانٌ فسيح يتسابق فيها الرياضيون، كما بالأمس، لتحقيق ما يريدونه والوصول أحياناً الى حدود المستحيل.  

ايها الصحافيون والرياضيون.

اهلاً وسهلاً بكم.

تغمرنا سعادة لا توصف، ايها السادة، في هذه السنة اليوبيلية لمدرستنا، على محتلف المستويات، لاننا نرى ان ما بنيناه ونشّأناه، طوال خمسين سنة، قد أثمر واعطى الوزنة خمسين  ومئة. في هذا الجو، كم يسعدنا ان نكرّم الصحافة الرياضية شريكتنا في التربية في نقل كلمة الحق!

فالتربية في مدارس الرهبانية اليسوعية، ايها الكرام، لا تتعهد تثقيف التلميذ الفكري وحسب، بل تتعدى ذلك الى تنمية قدراته الجسدية، وتجويدها وتوجيهها، لتتساعد مع القدرات الذهنية، على الارتقاء بالانسان، جسداً وروحاً، الى مستوى يمكنه فيه ان يحقق ذاته ، ويحقق فيه ارادة الله والكنيسة!  ونعرف ان الكثير من الشبان بحاجة الى الرياضة البدنية والى صقل اجسامهم لمساعدة اذهانهم على العطاء الفكري والعلمي والادبي.

من هنا كان اهتمامنا الكبير بالرياضة، في مختلف وجوهها، وفي أعلى درجة من مستويات الاتقان، يشهد بذلك اتساع برامجنا، وتعدّد ملاعبنا، والتقنيات المتطوّرة الحديثة... والنوايا... والارادات!

إننا حريصون على إغناء كل ثانية من أوقات فراغ التلميذ عندنا. نملأها بما يفيده ويغنيه في اكتشافه لقدراته. وما الانشطة المتعددة التي يتدرّب عليها تلاميذنا، إلاّ مظهر من مظاهر رسالتنا التربوية الرياضية. وما الارقام  والدورات التي شارك ويشارك فيها تلامذة مدرستنا خلال عام واحد، سوى خير دليل على إحلالنا الرياضة في برامجنا، المرتبة التي تستحق!

ـ فبالنسبة إلى الدورات الرياضية المدرسية التي نظمتها مدرستنا خلال 2001-2002 فقد شارك فيها أكثر من ثلاثين مدرسة، بلغ عدد المشاركين فيها، من التلامذة، أكثر من 2025 تلميذاّ، علاوةّ على ثلاثمئة مرافق من مدرّبين وأساتذة.  ففي سباق الضاحية شارك 700 تلميذ، وفي اللعبة الثلاثية،550 في كرة السلة 400 مشترك، وفي كرة القدم مئتان. وفي كرة الطاولة مئة، وفي سباق الدراجات ثلاثون، في حين اشترك من تلامذتنا في مختلف هذه الدورات وكذلك في الانشطة الرياضية الاتحادية، أكثر من 400 من الابطال. حتى أن بعضاّ من تلامذتنا، ومنهم من هو موجود بيننا في هذا المساء، من مثل لبنان في بعض الدورات العربية والدولية في العاب القوى وكرة القدم وكرة الطاولة وكرة المضرب وكرة السلة، امثال ادغار غنيمه، جوزيف خراط، كريستال جلخ، دوني سكر، أنيس حداد ورايسة حداد وفاني مزنّر وغيرهم من الرياضيين. وخلال السنة الفائتة، كما في السنوات التي قبلها، حلت مدرستنا في المرتبة الاولى في بطولة لبنان للصغار والاحداث والحديثات بالعاب القوى كما فاز فريق البنات ببطولة المدارس. وحلت فرق المدرسة دوماً في المراتب المتقدمة في مختلف البطولات المدرسية والاتحادية. وأخيراً قبل اسبوعين، فاز فريق المدرسة ببطولة الضاحية المدرسية التي نظمتها وكذلك فاز فريق كرة القدم ببطولة مدرسة الانترناشونال كوليدج. وأختصر فأقول أن ما حصل عليه تلامذتنا من ميداليات خلال السنة الماضية تجاوز اﻟ 300 ميدالية بين ذهبية وفضية وبرونزية وهذا شرف لنا ولهم.

ـ ولأن الرياضة هي هاجسنا المستديم وجزء لا يتجزّا من رسالتنا التربوية ولأن خدمتنا للرياضة تتجاوز حدود مدرستنا، فإني أعود إلى الذاكرة القريبة لأضع بين أيديكم بعض ما تحقق في مجال تطوير الوسائل والأجهزة والأبنية الرياضية. لقد تم تجديد مضمار العاب القوى وقد كان الأول في لبنان حيث تم تلبيسه الترتان الاصطناعي وهو منذ مدة طويلة في خدمة الاتحاد اللبناني لألعاب القوى.

 وفي 18 أيار من هذه السنة 2002 عاشت المدرسة حدثاً رياضياً هاماً حيث تم تدشين المركز الرياضي في المدرسة وهو مؤلف من قاعة كبرى مقفلة مع أرضية خشبية لمختلف الالعاب الجماعية ككرة اليد والسلة والطائرة وغيرها من الالعاب الفردية مع مدرجات تتسع حالياً لالف وستماية مشاهد مع امكانية الوصول إلى 2800 مشاهد. وإلى جانب هذه الصالة، هناك قاعات للمدربين واللاعبين وقاعات لكرة الطاولة وكرة السكواتش والتأهيل البدني والعضلي والجودو والفنون القتالية والجمباز ومسبحاً نصف اولمبي مقفل يستخدم في الصيف كما في الشتاء.

ـ وأيضاً خلال السنة الفائتة استحصلت مجموعة من الفدائيين الرياضيين على رخصة نادٍ جديد يحمل اسم (نادي الجمهور الرياضي) بدعم مادي ومعنوي من إدارة المدرسة وذلك ليستمر التلامذة والقدامى والاصدقاء في المشاركة في مختلف الانشطة والبطولات الاتحادية، بعد أن قررت مجموعة القدامى من نادي الخريجين المشرفين على فريق كرة السلة الاستمرار في خوض تجربة الاحتراف في الدرجة الأولى حيث اتخذوا اسماً جديداً لهم هو النادي الرياضي ـ البلو ستارز بقرار رسمي من وزارة الشباب والرياضة، وحيث تعود لهم حصرياً المسؤولية المادية  والإدارية والمعنوية عن مختلف انشطة هذا النادي وفريق كرة السلة.

 فمدرستنا، عبر مجلس الامناء فيها، أوقفت نهائياً المشاركة المادية والمعنوية لأي نشاط رياضي احترافي أو شبه احترافي في حرمها وفي منشآتها الرياضية لأنها تريد التركيز أولاً وآخراً على رسالتها في التعليم والتهذيب والتربية. وهي تكتفي بتشجيع رياضة الهواية بحسب المفهوم الاولمبي.

أما بخصوص العلاقة "بنادي الجمهور الرياضي" ودعمها له فإنها تنطلق من هذه المبادئ ومن الاتفاق الذي اقرّته المدرسة والخريجون سوية في العام 1983 بأن تحتضن المدرسة النادي وتسهل عمله بشرط أن يخضع لشرعتها التربوية والاّ يكون مجالاً للنزاعات والمزاجيات والمصالح الفردية.

أيها الاحباء،

الممارسة الرياضية الحق فيها الكثير من التضحية والمجانية والعطاء. هذه التضحية هي عنوان التزامنا بالرياضة، لتكون الرياضة مزدهرة في ملاعبنا، ليقوى الجسم السليم والعقل السليم على كل غريزة لقهر الآخر، فيطوّر قدراته ويحققها في مكتسبات بدنية وعقلية وفكرية، تقود إلى المنافسة الجميلة وإلى العاب جماعية فيها الكثير من الفنيات العالية والجماليات الرفيعة. والرياضة المدرسية هي الرياضة الأساس والمبتدأ لكل نشاط رياضي ندعوكم إلى إبرازه وتغطيته وتشجيعه على ما يستحق. فقاعتنا المقفلة والقاعات الرياضية الأخرى لا تهدأ فيها المباريات والأنشطة الرياضية والاجتماعية، ولا ينتهي نشاط ألا ويلحقه آخر، مثل دورة التصنيف بكرة اليد وبطولة الجودو يوم غد الأحد ومختلف مباريات المركز الرياضي نفسه لأعضائه في الستريت بول والسكواتش وكرة الطاولة وبطولة الدرجة الثالثة في كرة السلة وبطولة المصارف في اللعبة نفسها. وكما في كل سنة انطلقت الدورات المدرسية التي تنظمها مدرستنا في ست ألعاب برعاية بنك سوريا ولبنان وهي ستستمر خلال السنة المدرسية كلها.

وأختم كلامي كما بدأته بتوجيه الشكر إليكم أيها الصحافيون بما تقومون به من عمل صحفي لتغطية الانشطة الرياضية في ميادين الرياضة ومضامير مدرسة سيدة الجمهور وكذلك في نادي الجمهور الرياضي القوي بالالعاب الثمانية الت   ي يشارك فيها اتحادياً وبالاربعماية رياضي الذين يشكلون قائمة اليوم والذين سيتضاعفون غداً وبعد غد. معاً سنواصل حمل رسالة لبنان، لبنان القلم والرياضة.

عاشت الصحافة الرياضية.

عاشت الرياضة في نادينا ومدرستنا ولبنان.

عشتم وعاش لبنان.



Collège Notre-Dame de Jamhour, LIBAN
Bureau de Communication et de Publication © 1994-2008