الجمهور، في 18 تشرين الثاني 2005

صباح الخير يا فتيان وفتيات لبنان،

صباح انتصار العلم، صباح عيد الاستقلال الثاني والستين،

اجتمعنا في هذا اليوم، نحن أسرة مدرسة سيدة الجمهور، واجتمعت إرادتنا

أولاً، لنحيي علم بلادنا، علم الوطن، علم لبنان. رمز الوحدة الوطنية لأن كل الجماعات التاريخية الدينية والروحية في لبنان تعترف عاليًا أنَّ هذا العلم هو علم الجميع من دون استثناء وأن على الجميع أن يدافعوا عن استقرار لبنان، عن سيادة لبنان، عن لبنان المحبة ولبنان المودّة الذي يجمع تحت جناحيه جميع اللبنانيين...

ثانيًا، لنعلن أن صمود مؤسساتنا الروحية والتربوية والاجتماعية هو الذي فرض على الأجنبي الرحيل... تربيتنا على الوطنية اللبنانية هي مفتاح الحلّ. بسحر ساحر وطرفة عين..... القوى الخارجية التي كانت المسيطرة لا على الضمير والإرادة بل على بعض القرار تركت أرض لبنان فاسترددنا مع استقلال لبنان، الفرصة التاريخية لنعيد معًا بناء الوطن،

استرددنا استقلال العلم، علم الأرزة الخضراء رمز الخلود والعنفوان، علم بياض ثلج صنين الشامخ مثل النسر، علم السلام والقلب اللبناني الطيب، علم اللون الأحمر لون الشهادة والتضحية.

وثالثًا، لأقول لكم،

لا على سبيل الانفعال الخطابي،

بل من القلب والعقل معًا،

إن لبنان الذي ربما عاش منذ سنة الاستقلال في السنة 1943 في جو السيطرة الخارجية، والاستبداد، والقهر الخارجي،

بحاجة ربما إلى سنوات وسنوات، ليسترد الحرية الحقيقية، ولكي يقتنع الجميع بأن لبنان هو أولاً ولبنان ثانيًا ولبنان ثالثًا قبل أي مصلحة آنية وقبل مصلحة أي بلد آخر من بلدان العالم،

ورابعًا، ليزداد اقتناعنا بأنه، لنسترد الحرية السيادية الكاملة علينا أن نعلن

أن لبنان المتنوّع المتعدّد هو مصدر غنى لكل لبناني وللعرب أجمعين،

وأن علينا أن نتحرّر، وهذا النداء هو إلى كل اللبنانيين، من الارتهان للأجنبي مهما علا شأنه ومهما كبر حجمه، نتحرّر من نظرة الفوقية والتشوف على أخي في الانتماء إلى الوطن الواحد،

نتحرّر من عقدة النقص والخوف أن الآخر هو أقوى ويريد أن يطغى علينا بالقوة أو العدد، نحن أقوياء بالمحبة والعِلم والتضحية والشهادة، لا بد أن يكون هذا الشعار شعار كل لبناني.

نتحرّر من فكرة ان لبنان انتهى وأن لا مستقبل لنا على هذه الأرض، وأن المستقبل هو في الخارج. لبنان باقٍ للبناني الذي هو في الانتشار، وللبناني الذي هو هنا،

نتحرّر، لا من الانتماء إلى الطائفة والدين، بل نتحرّر من استغلال الانتماء الطائفي والعصبية الدينية من أجل غايات خاصة واستخدام الطائفية من أجل الركوب على الكراسي وتجميع الازلام العميان،

نتحرّر من الطائفية كمرض، نتحرّر من التبعية والاستزلام،

نتحرّر، بأن ننتمي إلى لبنان وطن الجميع.

نتحرّر من بعض العادات السيئة، مثل ال "معليش"، و "بتتأجل إلى يوم غد"، و "هوِّ المسؤول ما انا المسؤول"، "والملك العام هو ملك خاص بتصرّف به كيف ما أشاء"، "أنا لي حقوق فقط أما الدولة والآخرون فعليهم الواجبات".

أيها الاحباء، ونحن ننظر إلى العلم اليوم، نعترف بأننا ضيّعنا الاستقلال الأول استقلال 43 بالمماحكات والمشاحنات والاستزلام للأجنبي، الأفضل أن نقول علينا أن لا نضيّع الاستقلال الثاني، كما قال رفيقكم :

إن علينا أن نرفع التحدّي أمام المشاكل الداخلية والخارجية التي ما زالت رازحة على ارضنا مثل قضية فلسطين العادلة، أمام المخاطر والتهديدات والإنذارات المرفوضة،

علينا أن نبني مستقبل لبنان بسواعدنا وعقولنا، وخاصة انتم قادة الغد، تلامذة مدرسة سيدة الجمهور.

علينا أن نبني الاستقلال الثاني، بالحوار المسيحي الاسلامي وأن شاهد كم أن تلامذتنا ومدرستنا يسعون إلى ذلك،

نبني الاستقلال الثاني بتأسيس العيش المشترك على قواعد العدل والسلام واحترام الآخر والقبول بالتنوع والاختلاف،

وأيضًا بقبول مبدأ المواطنية اللبنانية للجميع، أن يكونوا متساوين أمام القانون، قانون الحقوق والواجبات،

فكونوا اليوم وغدًا، في المدرسة وخارجها رسل العدالة والسلام،

شهود العيش المشترك، شهود المواطنية اللبنانية الحق.

واليوم سوف تقومون بسباق الضاحية والبدل،

فليكن السباق والمنافسة من أجل لبنان،

من أجل شهداء لبنان بقاعًا وجنوبًا وجبلاً وشمالاً وعاصمة، الذين سقطوا منذ ثلاثين سنة.

من أجل شهداء الاستقلال الثاني الشيخ رفيق الحريري ورفاقه،

من أجل جورج حاوي وسمير قصير،

من أجل مي شدياق، الحية الشهيدة.

عشتم
عاشت مدرسة سيدة الجمهور
عاش العلم
وعاش لبنان

 



Collège Notre-Dame de Jamhour, LIBAN
Bureau de Communication et de Publication © 1994-2008