تعيشُ مأساةَ وطن... عبدتَه بعدَ الله...
تخافُ على ميراث الفردوس...
تثورُ...
تبذلُ القلبَ والحنجرةَ... والقلم
تُحرقُ مانشيتاتِ الصحف السوداء
تـ"سَبْسِبُ" لشاشات التلفزيون... الخَرقاء
تُخرِسُ الإذاعاتِ المأجورةَ
لبنانُ في خطر
تتناثرُ ذاتُكَ...
تسقطُ في الإحباط...
تُقبِّلُ الأرزةَ
تضمّها إلى صدركَ
تتمسّحُ بها... رأسًا... قلبًا... وعينين..
تصلّي...
إلى صلاتكَ ينساب نغَمٌ وأناشيدُ وحناجرُ أطفال!
تركضُ...
تَرْقََى التلّةَ
أنتَ في ملعب فرعِ الصغار لمدرسة سيّدة الجمهور!
الدنيا خُضرَةٌ على حُمْرةٍ وبياض!
العنفوان تَحَفُّزٌ في كل عين من عيون الأطفال!
المناسَبَة؟
عيدٌ غريبٌ عن أولياء الأمر عندنا.
الأطفال هنا همُ الريادةُ... والقيادةُ... والسيادة
أمواجٌ من رفرافٍ أحمرَ وأبيضََ تتغاوى في خُضرةِ الأرزة، تيّاهةً مئنافًا، في عرس،
تتخاصرُ
تتعانقُ
تشمخُ
تزهو
فينتشي لبنان
ويُطلِقُ آخرَ دمعة،
دمعةِ الفرح والرجاء بقيامته، بعد استنزفت الحماقاتُ والأنانياتُ والخُطوبُ كلَّ دموعه!
دمعةُ الفرح انعقدتْ حلقاتِ دبكةٍ، وراياتٍ تخفُقُ، وخصورًا أماليدَ تتمايل، معلماتٍ وتلاميذَ، وعزمًا في الحناجر الفَتيّة المصقولةِ على ضياءً، المسنونةِ على الحق، يُُدوٍّي
"كلُّنا للوطن".
طبولٌ وصنوجٌ، مزاميرُ ودفوفٌ، وقدودٌ طفلةٌ تتثنّى بالأبيض والكحليّ الموشَّى بشعار سيّدة الجمهور، على وقْعِ رفيف الأعلام...
وكم غامت عيون!
...وتسكَرُ دامعَ العينين
... وتنهضُ... فترى...
لبنانُ في أطفال فرع صغار الجمهور قد وثبَ طائرَ فينيق، وانتفضَ من تحتِ رماده، واثقَ الخَطْوِ، "إستقلالية ومسؤولية"، وزوبعةً في ضمائر المتقاتلي الغرباء على هذا الوطن السماء.
... وتبتهجُ السماء،
تستعيدُ روعها،
تطمئنّ،
تُنزِلُ علامةَ رضًى،
أفضلَ هديةٍ لديها،
أعلامًا لبنانيةً تجوبُ أجواء ملعبِ الصغار
نيازكَ رجاءٍ وقيامةٍ وإيمان بالحبيب...!
وتنتشي الأرزة
وتطلعُ من شعار مدرسة سيّدة الجمهور
"التربية على الاستقلالية والمسؤولية"، لتُدلِّلَ على أنَّ العلَمَ هو في قلب مدرسة سيّدة الجمهور، حصنِ الوطنيّةِ ومقلعِ الرجال.
أنطوان بربر _ الجمهور