Fête du drapeau : mardi 21 novembre 2006
Cérémonie des Petits et des Moyens
7h30 à 10h00
Discours du corps professoral prononcé par M.Robert Bitar

 

 

حضرة الأب الرئيس

مدراء الأقسام المحترمين

زملائي الكرام

أحبّائي التلاميذ

        هوذا عيد الاستقلال هذا العام يُطِلُّ عَلَيْنا على وَقع الهجرة المتزايدة للشباب اللبناني إلى عالم الاغتراب، وهوذا العلم يخفق في سماء الوطن، وحوله صور غاب أصحابها خلف البحار.

        نحتفل بعيدنا الوطنيّ، ونتساءل: هل كُلُّنا للوطن؟ وهل كُلُّ الوطن لنا؟ ويأتي الجواب: هذا الوطن لنا جميعًا. أرضه تتّسع لكلّ أبنائها، وفضاؤه يَنشر الهواء والحرّيّة للناس على اختلاف طوائفهم وانتماءاتهم... هذا الوطن الّذي بناه لنا الأجداد بحبّات قلوبهم، وبذروا روابِيَهُ بحدقات عُيونهم، وشجّروا جباله بسواعدهم، تركوه للأجيال الآتية من بعدهم، فماذا نفعل نحن؟ وأيَّ وطن نبني للأجيال الآتية من بعدنا؟... إنَّنا، ببساطة، نهجره ، ونطير إلى حيث لا انتماء ولا تاريخ لنا، لنبحث عن هويّات جديدة، وجنسيّات جديدة... نطير لنبحث عن شمس جديدة وقمر جديد ولون جديد... فإذا بنا نفقد لوننا، ونربح العالم ونخسر أنفسنا، ونخسر وطننا الّذي كان يدفئنا...

        نحتفل بعيدنا الوطنيّ، ونعود بالذاكرة إلى أيّام خلت، كان فيها اللبنانيّون يدافعون عن بقائهم في هذه البقعة من الأرض في وجه التسلّط والاستعباد، وهم يحلمون بوطنٍ سيّد حرّ مستقلّ يورثونه لأبنائهم من بعدهم. وها هم الشباب اليوم يقفون عند أبواب السفارات يشحذون السفر إلى أيّ مكان ليعيشوا كيفما كان ويعملوا أيّ شيء، ويشطبون كلّ تضحيات الآباء وكلّ شهدائهم وكلّ كلَّ التاريخ...

        بلادنا تحتاج إلى طاقاتنا جميعًا. فلمن نتركها ونرحل؟ إذا أتاها الذئب ليلاً، فنحن حماتها: نردّ عنها الويل والحزن والألم. نردّ عنها الجهل والحقد والندم. نردّ عنها الظلم والبؤس والسأم. ونرفع في ساحاتها العزّة والكرامة ونرفع العلم...

        ويقول قائل: أسافر لأدرس في أوروبا وأعمل في أميركا، فلبنان لا يؤمّن لنا عيشًا كريمًا وفرصًا مناسبة للعمل... الحياة في الخارج أفضل ، هناك أحقّق مستقبلي وأعيش بأمان. لكنّنا نسأل هؤلاء القائلين: إذا كان لبنان لا يقدّم لكم العيش الرغيد أفلا تسألون أنفسكم ماذا قدّمتم أنتم للبنان ليعيش بأمان؟ إذا كانت لنا حقوق في هذا الوطن، فعلينا واجبات أيضًا، ومن أهمّ واجباتنا الوفاء لأرضنا وأجدادنا وشهدائنا، وعلينا الوفاء للتراب والماء والهواء. علينا الوفاء للخبز الّذي أكلناه وللحبّ الّذي يجري في عروقنا ...

        هذا الاستقلال الّذي نحتفل به اليوم لا يتحقّق إلاّ إذا آمن المواطنون بوطنهم، وعرفوا أنَّهم من دونه إنّما يعرون ويبردون ويجوعون ويموتون وهم أحياء. لبنان ليس طبيعة خضراء فحسب ولا موّالاً نغنّيه في الغربة، ولا رسمًا ولا خارطةً ولا جبالاً تتحدّى العواصف... لبنان هو الإنسان الإنسان الإنسان.

                                               عشتم، عاشت مدرستنا، عاش العلم، وعاش لبنان الإنسان...



Collège Notre-Dame de Jamhour, LIBAN
Bureau de Communication et de Publication © 1994-2008