آبائي
الأجلاّء
رفاقي
طلاّبنا
الأعزّاء
عوّدونا
ان يبدؤوا
كلمة
الاستقلال
بالتحيات والهتافات
اما انا
فسابدؤها
برواية قصّة قرية
"عين اللوز"
في كسروان،
يقول
الراوي:
" علم
سكان تلك
القرية أنّ
الوالي
العثمانيّ كان
يجول على قرى
المنطقة. فاختلف
زعيما
القريّة أشّد
الاختلاف على
تحديد من
سيقوم بواجب
الاستقبال له.
وقوي النزاع بينهما،
وراح كلّ
منهما يجيّش
أنسباءه
وأتباعه
وأصدقاءه
لدعمه،
ويحرّضهم على
الفريق الآخر.
فترك المزارع أرضه
والمعلّم
مدرسته
والبائع
متجره، وراح
كلّ واحد
يتشاجر مع
أخيه أو جاره إلى
أن حصل ما لم
يكن في
الحسبان: فقد
بدأ الضرب
بالعصيّ
يشتدّ
والتراشق
بالحجارة
يخيّم على
المتبارزين، حتّى
مات من مات
وهرب من هرب
وهاجر من هاجر.
ثمّ طلب
كلّ من الزعيمين
مساعدة أبناء القرى
المجاورة.
ولما أطلّ
"الأباضيات"
من تلك القرى،
وجدوا معظم
أهالي عين
اللوز في عداد
الأموات،
فقرّروا
تقاسم
أملاكهم.
احتج
زعيما عين
اللوز على
تصرّف
الأباضيات
الذين ردّوا على
احتجاجهم
قائلين:
- " ما
بالكم تحتجون؟
وهل الأملاك
أغلى من
الأرواح؟
لستم أهلاً
لإدارة
القرية،
والدليل
أنّكم أوصلتموها
إلى الفناء".
وما
اكثر
الاباضايات
في يومنا هذا
وما اكثر قرى
عين اللوز في
لبناننا.
وهنا
نطرح السؤال
،كما العادة،
على من تقع
المسؤولية؟
أ على
الوالي الذّي
قرّر المرور
وزرع الفتنة ام
على الزعيمين
اللذين قرّرا
الاستئثار والتفرّد؟
ام على
القرويين
الذين
انقادوا انقيادا
اعمى وراء
نزاعات
الطبقة
الحاكمة
ونسوا لقمة
العيش
،واستكانة
اليوم واحلام
المستقبل و
نعمة الحياة
فهدروا
ارواحهم لمن
لا يستحقّها تاركين
ارضهم للغراب
ينعق فيها
وللاباضايات
تستولي
عليها؟؟
وهل نحن
بعيدون عن
واقع هؤلاء
القرويين؟؟
الم
نترك مدارسنا
وجامعاتنا و
أحلامنا و رؤوسنا
و يوميّاتنا و
مشاعرنا أرضا
مشاعا
للزعماء يتحكمون
فيها كما
يريدون لا من
رادع أو مانع
أو صادّ؟
ألم
ننجرف وراء
فرديتنا و
مصالحنا
الخاصّة
ضاربين عرض
الحائط بلبنان
أرضا
احتوتنا(حضنتنا)؟
ألم يحن
الوقت بعد
لنصحو من
غفوتنا
العصبيّة و
الطائفيّة و
نفتح أعيننا
واسعة ملئ
الأفق لنعيد
الى لبنان,
مجده و عزّه
المنسحقين؟
رفاقي
الأحبّاء
قيل لكم
في ما مضى
أنّكم شباب
المستقبل, و
أنّ لبنان
يعتمد عليكم و
أنّه لا حياة
له من دونكم و نسوا
أن يخبروكم
أنّكم خارج
هذه الأرض لن
تنعموا
بالكرامة كما
فيه, و
لتنعموا بها
يجب أن تستحقّوها
و لتستحقّوها
يجب أن تحصلوا
عليها لا
بقوّة السلاح
و الاستقواء
على الآخر, و
انّما بقوّة
الفكر
المعمّّر و
الترسّخ في أرضنا
فلا نتركها
أبدا أرضا
للأباضايات
يقسّمونها
كما يشاؤون.
تسألون
ماذا قدّم
لبنان لكم؟ آن
الأوان لتسألوا
ماذا قدّمتم
أنتم للبنان؟
آن الأوان لتضعوا
آليّة تنفيذ
تخدمون فيها
الوطن لا
الزعيم
فتستحقوّن
الانتماء
اليه.
عشتم في قلب
لبنان
عاشت
مدرسة سيّدة
الجمهور
عاش
لبنان