As-Safir
As-Safir
7 juin 2008

تلامذة «سيدة الجمهور»: ليت الإيمان بالوطن.. ينتقل بالعدوى

دنيز عطا الله حداد
لخص تلامذة الصف الثامن في مدرسة «سيدة الجمهور» في احتفال اقاموه بالامس بعضاً من تواريخ الوجع والفرح في هذا الوطن المعلق دائما بين الحرية والاحتلال، بين الاحتفاء بالثقافة والاحتماء من الحروب المسلطة كقدر محتوم.
الاحتفال بسيط في فكرته. عنوانه «تاريخ لبنان لبناء غده ومستقبله». لكن اداء الاطفال العالي معطوفاً على حماسة مفرطة من الاهل يبرران بعض التأمل في واقع حالنا.
لم تكن حصة الكلام كبيرة في العرض ـ المسرحية. دخلت السفن الفينيقية. قدمت رقصات للآلهة وانتشر الحرف في العالم. سنوات بعدها وأطل الحكم العثماني. من العرس اللبناني الى الاقطاع والسخرة الى تهريب الاسلحة والعصيان والتعذيب والتحقيق في قصر الوالي ومراحل الاضطهاد، والأولاد والأهل يترجمون بأجسادهم وتعابيرهم وملامحهم إسقاطات غير قليلة على الحاضر.
يمتد التاريخ ومن احتلال الى انتداب تتوالى مشاهد وصول الفرنسيين الى لبنان فالمواجهات واعلان لبنان الكبير. وتطوى مراحل جديدة باعتقال رجال الاستقلال وسير الطلاب في تظاهرة تهتف باسم «بشارة، رياض وعبد الحميد كرامي»، وليعلن بعدها الاستقلال. يرسم الطلاب بأجسادهم «عصر النهضة» وتنهال الصور التي تظهر بيروت الثقافة والادب والفن والسياحة. نتابع معهم مهرجانات بعلبك قبل ان تجتاح الحرب البلد وتستعاد أبشع صور القصف والهجرة وانتظار الدور على الافران ومحطات البنزين. يقفز الاطفال ـ المليشياويون في وجوه الاهل كصفعة يضحكون لها، لكن نظرات عيونهم تشي بخوف مما يرونه.
ينتهي الاحتفال المتقن في موسيقاه والأزياء والديكور والأهل يلوحون بالاعلام اللبنانية وينشدون الاغاني الوطنية بحماسة تفوق حماسة اولادهم.
لكل ذلك سبب. سبب رأوه في تاريخ يتكرر امامهم في اداء اولادهم كما في خوفهم عليهم. تاريخ يسترجعه الشارع انفلاتا وانذارا بمشاهد مكررة. وهو الخوف إياه الذي جعل الحياة تغادر القاعة ويخيم الصمت عند متابعة الأهل للحرب وتداعياتها.
ختم الطلاب مؤكدين بقاء لبنان وإيمانهم به وتشبثهم بأرضه. دمعت عيون بعض الآباء والامهات. على الارجح لان الايمان لا ينتقل بالعدوى حتى لو كان كإيمان أولئك الاطفال.


Collège Notre-Dame de Jamhour, LIBAN
Bureau de Communication et de Publication © 1994-2008