Matinée spirituelle des éducateurs
le vendredi 23 décembre 2005, de 7h30 à 12h30
Servir – Témoigner – Libérer

Mot du Père Recteur aux enseignants
Noël 2005 (arabe)

 

أصدقائي الاعزاء

          من المتعارف عليه أن هذا اللقاء التقليدي، عشية عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، يحمل عنوان تبادل التهاني والامنيات، تبادل لا يمكن أن ينفصل عن واقعنا اللبناني الحالي، حيث الدموع والوجوه المتوترة ترجمان القلق الذي يشق في القلوب أثلامًا. إلاّ إننا، انطلاقًا من ضميرنا الحيّ، ومن شهادتنا الإيمانية، لا يمكننا إلاّ أن نعبّر عن تمنياتنا القلبية، في نهاية العام 2005 التي تشبه ولادة تزرع الفرح الممزوج، في الوقت عينه، بالآلام اللامتناهية.

أيها الاعزاء

          كم صبونا إلى ميلاد العام 2005، عيد الطفل، عيد يسوع رمز لبنان جديد ومتجدّد، ولكنه ما يزال موشحًا بالسواد، متخذّاً لون ثوبه في العيد لون الشهداء، أحمر العلم الذي ينشد حريته، ولكنه، في الوقت عينه، ما يزال هدفًا للتهديد والخيانة !

          كم تقنا إلى هذا الميلاد، فبدل أن يكون ميلاد السعادة الكاملة، إذا به ميلاد الواقع، الميلاد الذي يذكّرنا أن ولادة الرب بيننا هي صرخة الإله المتألّم، ودعوة إلى المقاومة. وما ميلاد الله بيننا الاّ ليعلّمنا أنه الإله المقاوم الظلم واستبداد البشر، وكذب السياسات والنفعية، مقاوم العنف والاسلحة والأنانيات الأكثر شراسة. أمام كل هذا يقاوم الله، يقول "لا" لتخلينا عن ارادتنا، ويقول "نعم" للحب الذي يبني مستقبل الانسان. الله يقاوم بكلمة حب من اجل كلّ انسان وحريته وكرامته.

          وفي هذه المناسبة، أي امنيات أتمناها لكم، أيها المربّون الاعزّاء، على عتبة الميلاد ورأس السنة الجديدة ؟ لا امنية عندي سوى الامنية التي أبلغكم اياها المسيح في ميلاده : كونوا مقاومين، على مثاله، بكلام الحب الصادر من فيه، وأكثر من ذلك، بصفتكم مربّين، استمرّوا في التربية على كلمة الحياة والعدالة والحق والسلام. اما امنيتي الأحب لمدرستنا فتترجم بكلمات ثلاث :

1 ـ علينا مواصلة حماية الرصيد-الثقة الذي يعلّق عليه كثيرٌ من الاشخاص والعائلة الآمال، على الكنيسة ولبنان وعلى المدارس الكاثوليكية وعلينا كمؤسسة في ذروة النضال من اجل التربية النوعية. لذا، فاني ادعوكم للانصباب، فرديًا وفريقيًا،  خلال الشهرين القادمين، على اعداد مشروع مؤسسة، حول مفهوم الاستقلالية الذاتية. فلا نخف من التعبير عن ذواتنا. إن ذلك لدليل التجدّد والثقة بالمستقبل.

2 ـ علينا تنمية رصيد التعاون والتساعد المتبادل بيننا، بينكم. فلا يتخوّفن الواحد من الآخر، ولْتسُدِ الثقة بينكم. وليكن كلامكم، حتى النقدي، دائمًا للبنيان، لمساعدة الآخر في النموّ والتألّق. لتكن قاعات المعلمين والمنسقين مساحات، حيث تبادل الافكار يساعد على الوحدة بيننا. وليعط ذو الخبرة والعلم فيكم، بسخاء. وليتمكنْ المدرّس الجديد من الاتكال على الأقدم منه، من أن يجد له مكانًا لائقًا في جماعتنا التربوية... ولنعملْ جميعنا نحو هدف واحد. فتربية رجل الغد هي سبب وجودنا كمربين.

3 ـ وكلمتي الأخيرة هي انه علينا ان نحرص على رصيدنا ـ الانتماء إلى مدرسة سيّدة الجمهور. وحدهما الامانة والالتزام اليوم هما ثروتنا المشتركة. ونتمنّى أيضًا لبلدنا السلام والحرية. وكما نعلم، انه لا يكفي ان ننال استفلالنا، بل علينا متابعة النضال للحفاظ عليه، وبخاصة بنائه. إنها مهمة اليوم والغد.

          فمن اجلكنّ ومن اجلكم جميعًا، من اجل كنيستنا ووطننا أصلّي، ليوفر الله لنا راحة الضمير والصحة الجسدية والنفسية والروحية ... العدالة والسلام، النجاح الفردي والجماعي في كل التزاماتنا، من اجل الخير والصلاح.

ميلاد 2005 (كلمة القيت في الجماعة التربوية)

الرئيس الأب سليم دكاش اليسوعي

 

Collège Notre-Dame de Jamhour, LIBAN
Bureau de Communication et de Publication © 1994-2008