![]() |
Al-Anwar |
[Album photos] [Article Al-Anwar]
[كلمة الأب الرئيس] [كلمة ممثّل الهيئة التعليميّة ] [كلمة ممثّل
الطلاّب ][كلمة ممثّل
قائد الجيش ]
أقامت مدرسة سيدة الجمهور احتفالا لمناسبة عيد الاستقلال تخلله عرض عسكري لفرقة من الجيش على وقع موسيقى الجيش اللبناني.حضر الاحتفال ممثل قائد الجيش العميد الركن اميل شعيا سلّوم. وألقى رئيس المدرسة الأب سليم دكاش خطابا تناول فيه معاني الاستقلال بعد أن رحّب بممثل قائد الجيش.
بعد ذلك توجه العميد الركن اميل شعيا سلّوم بكلمة حيّا فيها الروح الوطنية في مدرسية سيدة الجمهور، ثم تسلّم درع الشرف باسم المدرسة من الأب دكاش.
وقال الأب دكاش في كلمته:
جميل ان نجتمع معا لنعيّد بقلب واحد عيد العلم وعيد الاستقلال، استقلال لبنان.
والعلم هو رمز استقلالنا ودعوة يومية الى النضال من أجل الاستقلال.
وكما نعلم، ان عيد العلم أعلنه، يوما من الأيام، لعشرين سنة خلت، في عزّ الحرب الجارية على أرض لبنان، وزير للتربية فأراد ان يكون للعلم اللبناني عيده المميز في صروح التعليم والتربية.
بالأمس، هاتفني أحد الزملاء من مدراء المدارس سائلا: ما عسى نقول للطلاب والجماعة التربوية في احتفال هذه السنة؟
في العيد، في عيد ميلاد أحد زملائنا، نعيّد عادة من هو عزيز علينا وحبيب لنا، نبتهج معه بأنه هو هنا ونحن معه، نتذكّر أياما قضيناها معا، وكان حضوره مميزا في حياتنا، وفي وجودنا. وكذلك هو يبتهج في العيد، وفي قطع قالب الحلوى، لأنه يرمز الى ما عاشه مع ذاته، ومع أصحابه وأقاربه ومحبيه. في يوم العيد نقول له أنت ستبقى معنا، وهو سيقول أنا سأبقى معكم باسم العلاقة التي تجمعنا.
واليوم أمام العلم، علم لبنان، صاحب الألوان الثلاثة، ما هو شعوركم أيها الفتيان والفتيات؟ هل أنتم أمام محبوب وصديق وعزيز، أم أنتم أمام شيء جامد، أمام قطعة نسيح في مهب الريح؟ ما هي عاطفتكم تجاهه؟ هل هو قطعة من متحف الماضي، تذهبون أمامه، في الشهرين مرة لتحيته، قدم الى الأمام وقدم أخرى الى الوراء؟ هل هو رمز عفا عليه الزمن تستخرجه ادارة المدرسة، وتجمعكم اليوم لتحيته، في احتفال أشبه باحتفال فولكلوري، على الطريقة اللبنانية؟
معكم وباسمكم، أيها الشبان والشابات، أقول: لا ليس هو موقفكم، ولا هو شعوركم ولا هو عاطفتكم.
عندما نقف أمام العلم نشعر بأننا نقف أمام قوة الحياة التي تدبّ فينا من هذه الأرض التي اسمها لبنان، من شمسه وترابه ومياهه ومناخه، نقف أمام الألوان الأحمر والأبيض والأخضر التي لكل منها معانيها، ولا أريد شرحها لأنكم تعرفونها، بل أقول ان هذه الألوان تشكّل هويتكم اللبنانية التي نقبلها بقوتها وبضعفها، بغناها وبفقرها، بعظمتها وبساطتها، تحملونها في ذواتكم وشخصيتكم المميزة، تفتخرون وتعتزون بها، هذا العلم هو رمز لوجودكم اليوم لأنكم بواسطته تعرّفون عن أنفسكم، ويعرفكم الأقربون والأبعدون.
حتى الذين هم بينكم اليوم هم أجانب، ويحملون هوية مزدوجة، هذا العلم أصبح جزءا منكم، لأنكم تفاعلتم مع هذه الأرض ومع الناس الذين يحيون عليها.
هذا العلم يدعوكم الى تنقية نفوسكم من العصبيات والكراهية والكبرياء، ويقول لكم اتكلوا على أنفسكم.
هذا العلم، بارتفاعه وبعلوه، يدعوكم الى التخلّص والتحرر من الجهل بأن تكسبوا المعرفة والثقافة الحيّة، ثقافة بناء الشخصية المنفتحة الخلاّقة، يدعوكم للتحرر من الخوف والانكماش على الذات، يدعوكم الى الشهادة له وألاّ تشمتوا به.
هذا العلم يدعوكم الى تحرير الطاقات الأدبية والفكرية والرياضية والروحية التي هي فيكم لتجعلوها مداميك حجارة حيّة تبنون الوطن منها وبها.
أعزائي أعضاء الهيئة التربوية وأعزائي التلاميذ والتلميذات جميعا.
سيّدي ممثل قائد الجيش، لا تبنى الأوطان بالكلمات الجوفاء، وبالتصاريح والخطابات والبيانان الرنانة، انما تبنى بالجمع بين القول والفعل، أي أن يصبح القول فعلا، والفعل شاهدا على القول والكلمة التي قلناها، وهذا ما نقوم به وما تقومون به في مدرستكم، في بيتكم الأم. نريدكم ان تحوّلوا القول الى الفعل، وان تتربّوا على ذلك، تحوّلون الحرف والرقم والنص والخارطة وشاشة المعلوماتية، تحوّلون كله فيكم الى معرفة، الى ثقافة نريد ان تكون ثقافة للحياة ومن أجل الحياة، فتبنون ذواتكم وتزدادون حباً وحكمة وثقافة يوما بعد يوم.
العلم اللبناني يناديكم انفضوا عن أنفسكم غبار الاتكالية والهرب من المسؤولية، وثقافة ال معليش والتسويف الى ما بعد غد، والى ما بعد بعد غد. العلم يهتف في أذن كل واحد وواحدة: لا تنسوا أحلامكم، أحلام الغد المشرق، أحلام الغلبة على الفساد والمفسدين، أحلام ان تبقى الأرزة شجرة حياة لبنان الشباب. كونوا أسيادا وأحرارا وروادا، باسم علم لبنان.
تحية منّا الى جيشنا اللبناني المفدّى، والى قائده عنوان السهر على الحرية والسيادة والاستقلال. تحية منّا الى فخامة رئيس الجمهورية، ندعو له بدوام العزة والحكمة والقوة لنصرة بنيان الوطن، عشتم وعاش لبنان.
وقال العميد الركن اميل شعيا سلّوم: باسم الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي، أشكركم على هذه الدعوة والاحتفال المؤثر، وتقديمكم هذا الدرع القيّم، درع الشرف لقيادة الجيش.
ان مدرسة سيدة الجمهور، هذا الصرح التعليمي العريق، الذي تشعّ المعرفة والأخلاق في كل أرجائه، لا يزال ومنذ تأسيسه ينشىء الأجيال الصاعدة على الروح الوطنية العالية من خلال التربية الوطنية والمدنية قولا وفعلا.
وفي الذكرى الخامسة والستين للاستقلال، شعارنا هو: وحدتنا تصون الاستقلال.