ثالثًا
طابع المدرسة المسيحي
1 - إنَّ مدرسة سيّدة الجمهور مدرسةٌ ملتزمة بالقيم الخالدة التي تمثلها تعاليمُ السيد المسيح، ومثلُهُ في الإنجيل المقدس. إنّها ليست مدرسةً علمانية. إنّها ليست مدرسةً حيادية.
فمن واجبها أن تعلّم، إذاً، أن قيمة الإنسان لا تقتصر على ثقافته، ولا على انتماءاته الاجتماعية.
2- إن طابع المدرسة المسيحي لا يجعلها مدرسةً منغلقة على ذاتها، بل، بعكس ذلك، تبقى منفتحة على كل الأديان. إنها، إذ تنشئ تلاميذها على فهم الحرية الحق، لا تغفل حرية المعتقد في بلد متعدد المذاهب كلبنان.
3 - إذا كانت المدرسة تحترم قدسَ حرية تلاميذها، وتنبذ الوسائل المكيّفة لعقولهم أو الضاغطة عليها ، فإنها لا تستطيع أن توافق العائلات والتلاميذ الذين لا يأبهون بالدين. إن هدفها الأساسي، بالفعل، هو أن تجعل الناشئين يجمعون في حياتهم وفي تفكيرهم الثقافة العصرية، إلى الإيمان بالله.
4 - لا ينحصر، إذاً، عمل المدرسة التربوي بتنشئة الضمائر المستقيمة والإرادات الطيبة التي تعمل بهدي هذه الضمائر.
ينبغي أن تكون المدرسة، بالنسبة للمسيحيين، مكانًا مميزًا يُنضِج إيمانهم. ولتحقيق هذا الهدف، يكون شغلُها الشاغل، خلال فترة وجود التلاميذ فيها للتحصيل، أن تؤمّن لهم تعليماً دينياً ملائمًا، وممارسة للطقوس والرتب المختلفة، كما تهتم بتسهيل الاجتماعات الدينية المسيحية على جميع الأصعدة، وبترغيبهم بالمشاركة الشخصية في رسالة الكنيسة.
5 - نبغي أن يوفرَ الاتصالُ، بين المسيحيين وبين غير المسيحيين، معرفةً حقيقية للديانات الأخرى. كما ينبغي أن يحثَ كلَ واحد على توسيع قناعاته الدينية وتطويرها.