مدرسة سيدة الجمهور ـ المشروع التربوي

 

  1. تمهيد
  2. الثقافة الأدبية والعلمية
  3. الاهتمام بالصالح العام والحس الاجتماعي
  4. طابع  المدرسة المسيحي
  5. خاتمة

تمهيد

1-  إن الآباءَ اليسوعيين، الذين كانوا دائمًا حريصين على تقليد رهبانيتهم القديم، هدفوا، يوم أسسوا مدرسةً في لبنان، إلى أن يوفروا فيها تنشئةً إنسانيةً ذاتَ مستوى رفيعٍ، كما سعوا إلى توسيعِ الآفاق الرسوليةِ لخدماتهم الكهنوتية.وفيما هم يتوجهونَ إلى الشبانِ الناشئينَ، وفي السن التي تخوِّل هؤلاءِ استيعابَ القيم الإنسانية المسيحيةِ بطريقة عقليةٍ منطقية، كانوا يسعون، خلال كل سنوات تعليمهم، لأن يكونوا جديرين بتوفيرِ معرفةِ الحقيقة ومحبتها، لأنهما السبيلُ الوحيدُ إلى الله تعالى، وذلك بالنسبة لكل تلاميذهم، مسيحيين كانوا أم غيرَ مسيحيين.

إن مقاصد المؤسسين الأوائل هذه، لا تزال هي هي بالنسبة للقيمين الحاليين.

2- لقد طرأت على المدرسة، منذُ تأسيسها، بعض التعديلات التي لم يكن منها بد. وقد جهدت أثناءَها في أن تؤديَ رسالتها. هكذا اضطرت إلى إلغاء الفرع الداخلي، ثم إلى التوجه نحو نشاطات وموادَ تعليميةٍ جديدة، ثم إلى تطوير مختبراتها، وإلى تجهيز مراكز التوثيق والمعلومات، بالإضافة إلى مكتبة متخصصة لتنشئةِ المعلمين المستمرة، ثم إلى تعديل أوقات الدوام، وقبول المزيد من التلاميذ المجاورين، ثم إلى التحول الى مدرسة مختلطة.

3       - ولكي تواجهَ المدرسةُ، بشكل خاص، الظروفَ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية في البلاد، فقد حاولَتْ جاهدةً أن تتحول إلى أسرةٍ تربوية، حيثُ يكون كلُ فريق من مربين إلى أولياءَ وتلاميذٍ حاليين، وقدامى، مسؤولا عن حياة المدرسة وعن الروح التي ينبغي أن تنفحها في أثناء قيامها برسالتها.

وتحقيقاً لهذه الغاية، تأسس في مدرسة سيدة الجمهور، بالإضافة إلى لجنة الأولياء التي كانت تجري كما حددها القانون اللبناني، لجنةُ أساتذة ولجنة أولياء وهيئة مالية، ولجان تلامذة.

4- وكذلك، وبشكل متواز، ولتحقيق لامركزية السلطة في المدرسة، الأمر الذي سهل على الأسرة التربوية الاضطلاع بمسؤولياتها : قد وكلت عدة مدراء، وفقًا للصفوف، وأُنيطَ بهم أمرُ تنظيم الدروس، ومراقبةُ النظام وترؤسُ مجالس الصفوف واستقبالُ الأولياء، وذلك تحت إشراف الأب الرئيس المسؤول عن إدارة المدرسة الذي تعيّنُه الرهبنة اليسوعية، وتكلّفُه بالإشراف على عملِ كل فرد من أفراد الهيئة التربوية ؛ بحيث يكون كلُّ مسؤول ملتزمًا بما اختاره من المسؤوليات، يوم قبل النهوض بها عندما التحق بالهيئة التربوية في مدرسة سيّدة الجمهور.

5- وفي ما يلي الأهدافُ المحدّدة التي ينبغي أن تسعى المدرسة دائمًا إلى تحقيقها، مع انفتاحها على متطلبات العصر الحاضر، وذلك لكي تتضافر جهودُ الآباء اليسوعيين، مع جهود الأسر المعنية، وجهود المربين في سبيل إنجاحها، ولكي يعي التلاميذ، بوضوح، ما ينُتظر منهم.

إن مدرسة سيدة الجمهور، من خلال أهدافها التربوية، تعتزم تحقيق ما يلي:

¨                توفيَر الثقافة الأدبية والعلمية المتينة لتلاميذها.

¨                أيقاظَ همّ الصالح العام وإرهاف الحس الاجتماعي فيهم.

¨                تنميةَ القيم الروحية النابعة من الإيمان المسيحي فيهم، وذلك مع احترام المعتقدات الدينية الأخرى.

 

أولا

الثقافة الأدبية والعلمية

1- إن المدرسة تركّز، خاصة، على تعليم اللغة والأدب العربيين، مع تمسّكها القوي بتأمين المعرفةِ المعمّقةِ للغة والأدب الفرنسيين، والتمكّنِ من اللغة الانكليزية للتعبير بها، بطلاقة. إن الغايةَ من هذه التعدديةِ لا تهدف إلى تسهيل التفاهم وحسبُ، بل إنها، بالنسبة إلى لبنان، شرطٌ أساسيٌ لديمومة ثقافته وحيويتها.

2- لكي توفر المدرسةُ للتلاميذ إمكانية فهم اللغات الأجنبية، والتعبير بواسطتها بدون عناء، قراءةً وكتابةً ومشافهةً، إنّها تعلم اللغةَ الفرنسيةَ، ابتداءً من الصف الثاني عشر، والإنكليزية، ابتداءً من السنة الابتدائية السادسة الأولى ولغاية الصف الثالث الثانوي، والاسبانية كلغةٍ أجنبيّةٍ ثالثة. وهي تتوخى من تعليم هذه اللغات تأمينَ وسائل التثقيف التي تتعدى الأهدافَ النفعية.

3- لكي نجعلَ التلاميذ قادرين على التعبير عن دقائق الفكر المعاصر باللغة العربية الفصحى، لا بدَ من التأكيد على دور الترجمة، وهي التمرين الذي لا غنى عنه، نظراً لأهميته من ناحية نقلِ فكرةِ لغةٍ ما، في قالبٍ مختلفٍ، أو من ناحية تدريب الفكر على الدقة.

4- إن الثقافة العصرية تستدعي، كذلك، تأهيلاً علميًا، بدونه قد يبقى تلاميذنا غيرَ مهيئين للعيش في البيئة التي تنتظرهم، ويصبحون عاجزين عن الإسهام في تطوير العلوم والتقنيات. يفترض هذا الأعدادُ تأمينَ أسسٍ متينة لموادِ الرياضيات والفيزياء والكيمياء والعلوم الطبيعية. كما يفترضُ تعليماً دقيق التوازن، بين ما هو تجريبي وبين ما هو نظري.

إن هذه الثقافة العلمية تضمن لجميع التلاميذ، حتى للذين سيتجهون نحو فروع غير علمية، الحسَ الواقعي، والدقة في التفكير، والمنطق العملي، وهي أمور لا يخفى نفعُها.

5- أخيراً، ولكي يكتشف تلاميذُنا بلادهم فيتعلقوا بها، ولكي يتمرسوا بأصول إبداء الرأي حول الأحداث والشخصيات، ولكي لا يضطربوا، في ما بعد، أمام التغيرات التي تتعرض لها المجتمعات، باستمرار، نؤالف بينهم وبين معطيات التاريخِ والتربيةِ الوطنية والمدنية.

وللأسباب ذاتها، نستمر في إعلاء شأن الجغرافية بين مناهج التعليم، إذ إنها مادةٌ تعليمية من مواد التوعية.

6- لقد وضعت المدرسة، بتصرّف التلاميذ، وسائل توثيق ومعلومات ( مكتبات الأقسام)، التي من شأنها تسهيلُ التعلم عليهم، لاسيّما المُتعدد المواد.

7- الأعمالُ التطبيقية في المختبر، والأبحاث في مركز التوثيق والمعلومات، وتحضير المعارض المختلفة، والقيام بسائر النشاطات التي تنمي في التلميذ المهاراتِ اليدويةَ والحسَ الفني، تعتبر ضرورية لتحقيق تربية تتعدّى مستوى الكتاب المدرسي.

8- بما أن الخدمة المثلى التي نستطيع إسداءها للتلاميذ تكمن في جعل ذكائهم في حالة تأهب، لذلك نطلب إليهم أن يكونوا نشيطين، وألا يكتفوا بالحفظ عن ظهر قلب، كما أننا سنتحاشى إرهاق أذهانهم بكثرة التفاصيل.

9- بقدر ما يتقدم تلاميذنا في السن، بقدر ما نسعفهم على اكتساب صواب الحكم وسداد الرأي، والشعور بلذة المجهود الشخصي، ومعنى القيم، والتملك من التعبير الجيد، شفهيًا وخطّيًا. وخلال السنوات الدراسية الأخيرة، نوجههم إلى العمل الشخصي، والتحصيل الذاتي، بطريقة تؤهلهم لمواجهة الدراسات العليا.

10- ولتوفير صحة التلاميذ وتوازنهم النفسي، الشرطين ألأساسيين للعمل الذهني، ستُمارَسُ التربية البدنية والرياضيّة، وستُشجَعُ الرياضة. وسوف تكون التجهيزات الرياضية متناسبة مع عدد التلاميذ، ومع مقتضيات البرامج المدرسية.

11- ينبغي أن يتقدم كل التلاميذ اللبنانيين، في نهاية المرحلة الثانوية، من امتحانات البكالوريا اللبنانية والفرنسية.

وتبقى الفلسفةُ، في الفروع العلمية، التتمةَ الضرورية للعلوم المضبوطة وللعلوم الطبيعية، لا سيما إن لم نشأ النيل من مستوى الثقافة.

12- على تلامذة الصف الثانوي الثاني أن يتقدموا، إلزامًا، من الإمتحانات المسبقة للبكالوريا الفرنسية.

13- تمنح المدرسة لتلاميذ الصفوف النهائية، وعلى أساس النتائج التي حصّلها التلميذ، خلال السنوات الثانوية الثلاث، ووفقًا للمقاييس التي ترتئيها المدرسة، شهادةً للتلاميذ الذين تتوفر فيهم الشروطُ المبتغاة، وتسمى هذه الشهادة: "شهادةَ مدرسة سيدة الجمهور".

تتوخى المدرسة، من هذه الشهادة، حثَ التلاميذ على المزيد من الإفادة من وسائل التثقيف الموضوعة في تصرفهم، وتنمية فضولهم الذهني وعقلهم النفّاذ وذائقتهم الفنية، بالإضافة إلى التفكير المنطقي والتعبير الجميل.



Collège Notre-Dame de Jamhour, LIBAN
Bureau de Communication et de Publication © 1994-2008