[Album photos] [Article Al-Anwar]
[كلمة الأب الرئيس] [كلمة ممثّل الهيئة التعليميّة ] [كلمة ممثّل
الطلاّب ][كلمة ممثّل
قائد الجيش ]
حضرةَ ممثّلِ قائدِ الجيشِ العميدِ الركنِ إميل سلّوم المحترم، حضرةَ الأبِ الرئيسِ سليم دكّاش الموقّر، أيُّها الأساتذةُ الزملاءُ، طلاّبَنا الأحبّاءَ،
يقولونَ: لبنانُ لمْ يعدْ وطنَ الحبِّ وَالجمالِ.
نقولُ لهم: أنتمْ ما عدْتُمْ تفهمونَ الحبَّ وَلا تقدِّرونَ الجمالَ.
يقولونَ: لبنانُ بلدُ الأزماتِ وَالحروبِ.
نقولُ لهم: أنتمُ الأزمةُ وَالحربُ، فَلبنانُ منْ دونِكمْ يعيشُ الراحةَ وَيعلِّمُ السلامَ.
يقولونَ: لِنتركْهُ وَنهاجرَ إلى بلدٍ نعيشُ فيهِ بِطُمأنينةٍ.
نقولُ لهم: لا وَألفُ لا!
جبران خليل جبران يقولُ: "لا تسألْ ماذا يقدِّمُ لي وطني، بلْ قلْ ماذا أقدِّمُ أنا لِوطني".
طلاّبي الأعزّاء،
أنتمُ العقولُ النيِّرةُ، استثمروها في وطنِكمْ.
أنتمُ الغدُ المشرقُ، اسطعوا في وطنِكمْ.
أنتمُ الأملُ الباهرُ، أشعّوا في وطنِكمْ.
أنتمُ الكنزُ الثمينُ، ارفعوا قدْرَ وطنِكمْ.
أنتمُ الجهدُ الواعدُ، ابنوا المستقبلَ في وطنِكمْ.
صحيحٌ أنَّ بلدَنا يعاني، وَلكنْ أنتمُ الدواءُ الشافي. أنتمُ القدرةُ المغيِّرةُ التي ستنهضُ بِلبنانَ لِيصبحَ أفضلَ منْ دولِ الخارجِ. لنْ نرحلَ بعدَ اليومِ لِنهبَ الازدهارَ لِلآخرينَ، لنْ ندعَ أحدًا يستغلُّ طاقاتِنا وَعقولَنا وَمواهبَنا، وَطبعًا، طبعًا لنْ ندعَهمْ يستغلّونَ وطنَنا.
فَلْننتقلْ منْ زمنِ الاستغلالِ إلى زمنِ الاستقلالِ. وَلْنتّحدْ فَنقولَ لِلعالمِ مَنْ نحنُ.
وَمَنْ نحنُ؟!
بِاسمِكمْ جميعًا أقولُ:
أنا الأرزةُ الشامخةُ، رمزُ الصمودِ وَالثباتِ في أرضِ الوطنِ.
أنا الجبلُ الأشيبُ، حامي لبنانَ وَحاضنُهُ.
أنا الوادي العميقُ، عمقَ ايماني بِتاريخِ أجدادي.
أنا السهلُ الفسيحُ، سِعةَ قلوبِ أبناءِ شعبي.
أنا الترابُ الذي رواهُ آبائي بِدمائهمِ الزكيّةِ، وَما زالَ حتّى اليومِ. فَأمسِ، قدّمَ الجيشُ اللبنانيُّ خيرةَ الشبابِ كي يبقى لبنانُ، وَبقيَ لبنانُ، وَانتصرَ لبنانُ.
أنا الهواءُ العليلُ وَالنسيمُ اللطيفُ، لِمَنْ أرادَ التنشُّقَ، وَأنا الريحُ العاتيةُ وَالعاصفةُ المدمِّرةُ لِمنْ أرادَ الاستغلالَ.
أنا النورُ لِمن أرادَ الاستمتاعَ بِرؤيةِ بلدي، وَأنا النارُ المُحرِقَةُ لِكلِّ يدٍ طامعةٍ.
أنا الغضبُ الساطعُ، أنا الثورةُ الثائرةُ، أنا البركانُ المتفجّرُ، أنا الجحيمُ الملتهبُ، إذا ما حاولَ أحدٌ أنْ يعتديَ عليَّ. نعمْ، عليَّ أنا، لأنَّني أنا لبنانُ.
أمّا أنتَ يا جيشيَ الباسلَ، يا حاميَ الاستقلالِ، يا مَنْ ضحّى بِالغالي وَالنفيسِ منْ أجلي، فَتحيّةٌ هيَ، تحيّةٌ تختصرُ كلَّ الحبِّ وَالوفاءِ وَالإكبارِ لكَ، يا منِ اختصرْتَ ملاحمَ البطولاتِ، وَساحاتِ الشرفِ بِالشهادةِ، حيثُ الموتُ عرسُ فخرٍ لِلأبطالِ.
وَلِلذينَ يخطّطونَ لِلقضاءِ على جيشِ لبنانَ أقولُ:
إنِ اعتقلوا عنصرًا انضوى في صفوفِهِ عشَرةٌ، إنْ ضيّقوا على عشَرةٍ كَسِبَ مئةَ مقاتلٍ جديدٍ، إنِ اعتدَوا على مئةٍ انبرى لهمْ ألفٌ، إنْ هدّدوا ألفًا ربحَ ألفينِ، وَإنْ ضربوا ألفينِ ناصرَهُ مئاتُ الألوفِ.
لِذلكَ أقولُ، إنَّ لبنانَ باقٍ لأنَّهُ القضيّةُ، يعلو معَ الحقِّ ما دامَ هناكَ حقٌّ، وَيسمو معَ الحقيقةِ ما دامَتْ هناكَ حقيقةٌ.
فَيا أيُّها الحضورُ الكريمُ،
لا تخافوا، فَلبنانُ كما قالَ البابا بندكتتس السادس عشر لِرئيسِ جمهوريَّتِنا العماد ميشال سليمان حينَ التقاهُ إنَّهُ قلبُ العالمِ النابضِ، وَهوَ بِكلِّ فخرٍ لبنانُنا، وَأرضُهُ أرضُنا، وَلنْ نتنازلَ عنْ شبرٍ منْها ما دامَ في عروقِنا دمٌ يجري، ما دامَ في أجسادِنا قلوبٌ تنبضُ، وَ ما دامَ في صدورِنا رمقٌ يختلجُ.
عشتم
عاشت مدرسة سيّدة الجمهور
عاشَ لبنان
إيلي س. عوّاد