النهار : تربية وشباب - تلامذة "الجمهور": جدار الأمل تحت جسر فؤاد شهاب 40 عاماً على الحرب و"قبل أن أموت أريد للبنان أن

Printer-friendly versionSend by email

النهار : تربية وشباب - تلامذة "الجمهور": جدار الأمل تحت جسر فؤاد شهاب 40 عاماً على الحرب و"قبل أن أموت أريد للبنان أن !

هنادي الديري - 16 نيسان 2015

لم يقتنعوا بأن التاريخ يُعيد نفسه وأن لا سبيل لإصلاحه، ولم يتوقفوا كثيراً عند المقولة التي تفيد بأن الأمل "غلظت يداه وتشقّقت". تعالوا بابتسامتهم الفتيّة على الذين يزعمون بأننا، "أهل البلد"، غائرون في اليأس هالكون فيه.


40 عاماً مرّت على الرصاصة الأولى لحرب أقامت في نفوسنا صيفاً لم ينته بعد، وبالنسبة الى تلامذة مدرسة الجمهور، فان الطريقة الفضلى كي لا يتكرّر التاريخ الأقرب إلى قصيدة من موشّح الآلام، هو إيجاد أفضل السبل لكتابته من جديد!
فإذا بفكرة صغيرة خلاقة تخطر في بال التلميذة تيريز كيروز (17 سنة)، وإذا بمشروع التخرّج في الصف يولد من خلال ومضة أمل سريعة. وسُرعان ما انضم إليها الزملاء والأصدقاء بعدما اقتنعوا بأنه لا بد من الضحك على الدهر قبل أن "يُداهمهم" إستسلام الآخرين!
وهكذا أبصر جدار الأمل النور في الفُسحة السفليّة لجسر فؤاد شهاب مطلع هذا الأسبوع، دوّنت عليه جملة "قبل أن أموت أريد للبنان أن...."، على أن يُكمل كل من يرغب في المُشاركة بالمشروع، الجملة بواسطة الطبشور المعروض أمامه، وهكذا تكون الشابة والأصدقاء قد تخطّوا سلبيّة من يُريد لشباب لبنان أن يُرمى في الفراغ!
تروي تيريز لـ"النهار" انها إنطلقت من فيديو شاهدته قبل عام على موقع "يوتيوب" للشابة كاندي شانغ التي اختارت جداراً مُماثلاً في الولايات المتحدة لأحد المنازل المُتداعية، دوّنت عليه "قبل أن أموت أريد أن...." وطلبت من المارّة أن يُكملوا الجملة كيفما أرادوا. وسُرعان ما انتقل هذا الجدار إفتراضيّاً إلى بلدان عدّة لمست فيه روح التغيير نحو الأفضل. إلى أن وصلت "الخبريّة" إلى تيريز الطموحة التي تُريد الكثير والكثير للبنان - الأمل.
وراحت تتحدث مع الأصدقاء في المدرسة عن كيفية تحويل الحلم حقيقة في البلد، "وهيك طلعت الفكرة...قبل ما موت بدّي لبنان.... باللغتين العربيّة والإنكليزيّة".
وكان الهدف على قولها، منذ البداية أن تواجه تيريز والأصدقاء كل من يزعم ان "البلد راحت عليه"، بآراء أكثر إيجابيّة، وبإرادة شبابيّة جماعيّة تقف في وجه الإستسلام.
ووقع الإختيار على جسر فؤاد شهاب باعتبار انه كان خلال الحرب خط التماس ما بين الغربية والشرقيّة. أرى شخصيّاً ان الجسر واحد من رموز تاريخنا. ما فيكي تقولي أنّو أيه نسينا الحرب...أنّو الحرب أيام زمان....لا! بدّك تحكي عنّا تتغيّري شو صار!".
وإنضمّت جمعيّات عدة لا تبغي الربح إلى المشروع، "Live Love Beirut، Offre Joie، Lezem، the third voice for Lebanon، Sakker el dekkeneh"، وكتب الناس عشرات الجمل الرائعة، والمفاجأة انهم ما زالوا حتى الساعة، وبعد إنتهاء الحدث يوم الإثنين، يمرّون على الجدار الذي تزوّده تيريز الطبشور يوميّاً، ويدوّنون أفكارهم للبنان، ما زال وفق تيريز والشباب أكثر من قادر على أن ينضح وجهه بماء الأمل!

 


بدي لبنان علماني سيد حر مستقل. (ناصر طرابلسي)