Mot M.Radwan Cheaib (Moubarat al Oloum)

Printer-friendly versionSend by email

معالي وزير الثقافة الأستاذ روني عريجي
حضرة رئيس الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث د. أحمد شعلان.
حضرة رئيس مجلس إدارة SGBL السيد أنطون الصحناوي، ممثلا بمديرة قسم الاستراتيجيا والتسويق في سوسييتيه جنرال في لبنان الآنسة نهى أبو سعد
حضرة الأب Bruno Sion رئيس مدرسة سيدة الجمهور
حضرة السيدة سلوى رحال فاعور رئيسة مصلحة حماية الملكية الفكرية والوفد المرافق
الزملاء أعضاء الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث
المخترعون أنطوني الشاعر وأنطوني فايز حداد وجاد بشارة وموريس عضيمي والياس عواد وأهلهم
الأساتذة المحترمون، الطلاب الأعزاء
الحضور الكريم،

ليست صدفة أن أن يجتمع في هذا الحفل أربعة:
معالي الوزير، وهو أول وزير تبادر وزارته لدعم مباراة العلوم ماليًا وبلا منّة، وقد كنت محتارًا حين أعجبت بهذا الرجل، على غير عادتي مع السياسيين، إلى أن سمعته في حديث إذاعي قبل أيام خلال زيارته معرض بيروت الدولي للكتاب، حيث كان يتحسّر كيف سرقت منه قراءة التقارير والصحف والمعاملات في الوزارة، سرقت منه مجالسة كتبه، وكتب والديه، عندها أدركت كم هو حميدٌ أن يعيد إلينا وزير مثقف الأمل بطبقة جميلة من السياسيين.
وثانيهم مدرسة سيدة الجمهور، التي لا نستطيع إلا أن نحيّي جهود رئيسها الأب Bruno Sion، واستاذها اللامع صادق برق، للاستفادة من المقدرات المهمة التي أمنتها رئاسة المدرسة، أعني مختبرات كارلوس غصن للتكنولوجيا، لتصدّر 14 مخترعًا حائزين على 4 براءات اختراع، بعد فوزهم في مباراة العلوم، وتمثيلهم للبنان في 3 معارض دولية: معرض الاختراعات الدولي في الشرق الأوسط عام 2011، والملتقى العلمي الآسيوي في عمّان عام 2014، ومعرض سيول الدولي للاختراعات 2014، وكم كنت سعيدًا حين رأيت صور دولة الرئيس ميقاتي مع الطلاب اللبنانيين في جامعة هارفرد، لأجدهم طلاب سيدة الجمهور من المخترعين الفائزين في مباراة العلوم التي شهدت لهم لدى الجامعة من خلال recommendation خاصة صدرت عن الهيئة الوطنية للعلوم والبحوث، والحائزين على شهادة أفضل مخترعين شباب في الشرق الأوسط بالإضافة إلى الميداليات الفضية. وها نحن اليوم نكرّم كوكبة من خمس مخترعين، شارك 4 منهم في سيول، منافسين لأكثر من 730 اختراعًا من 44 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا والمانيا، ولينتزعوا ذهبية عربية غالية وليتصدّر حضورهم الحفل الختامي من خلال كلمة رئيس الوفد د. أحمد شعلان، في بداية الحفل الختامي في كوريا.
وثالثهم مصرف سوسيتيه جنرال في لبنان SGBL الذي بادر مشكورًا لرعاية رحلة الطلاب إلى سيول، معلنًا للبنان أن المصارف يمكن أن تكون شريكة في الإبداع العلمي إذا أحسنت اختيار موارد الإنفاق، وإنفاق SGBL على رعاية هذا الحدث ليس مجرّد تحسّس بالمسؤولية المجتمعية Social Responsibility، بل هو استثمار في العقل اللبناني يستطيع أن يحقّق إذا استمر، ونحن نأمل ذلك، تنمية وأملا للشباب اللبناني في إبداعهم، ويساهم في استقرارهم وتعلّقهم بوطنهم الذي يحلمون به آمنا ورغيدًا، فيكون بالتالي استثمارًا رابحًا له ولشباب لبنان.
وأما رابعهم، مباراة العلوم، هذه الشعلة التي انطلقت في العام 2004، محقّقة طموح أكثر من 6000 طالب لبناني من حوالي 900 ثانوية ومدرسة رسمية وخاصّة من كل لبنان، وبإشراف 220 أستاذ وأستاذة، هؤلاء الشباب أنتجوا 1800 مشروع علمي بين بحث ودراسة ونماذج واختراعات Prototypes & Inventions، ممّا أبراز قدراتهم العلمية والبحثية، ومنهجيتهم العلمية في التفكير، وصولاً إلى الإبداع. ولا نخفي سرا إن قلنا أنّنا ما زلنا في البدايات، فنحن طامحون لتحويل هذا الإبداع إلى منتجات، قابلة للاستثمار وتأمين فرص العمل، ولهذا كان تعاوننا مع مصلحة حماية الملكية الفكرية، للمساهة في حفظ إبداع هؤلاء الشباب، ثم لأجل هذا كانت مشاركاتنا الدولية، من أجل قياس قدراتنا في مقابل الأمم الأخرى، ولفتح آفاق التعاون معها، فكانت عضويتنا في منظمات IFIA و Milset، وشراكتنا مع مؤسسات شبيهة في الكويت والأردن وكوريا الجنوبية وإيران وماليزيا، وشهادات نعتز بها من المنظمة العالمية للملكية الفكرية في جنيف WIPO. كما أنّنا نعتز يشركائنا الوطنيين من وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم العالي، إلى بلدية بيروت وبلديات مختلفة، والجامعة اللبنانية، والمجلس الوطني للبحوث العلمية CNRS، والجامعة اللبنانية الدولية، وجامعة سيدة اللويزة، والجامعة الإسلامية في لبنان، هذه الجامعات التي ساهمت بتأمين 67 منحة جامعية كاملة لمبدعي مباراة العلوم (بالإضافة إلى مساهمات من جامعات البلمند وAUT وAUCE).
ولا بدّ هنا من توجيه التحية إلى أكثر من 250 أستاذًا جامعيًا وتربويًا من كل لبنان، شكلوا فسيفساء الهيئة العلمية ولجنة التحكيم في مباراة العلوم، بالإضافة إلى فريق العمل فيها المجتهد والمتطوّع،
وكم شعرنا بالرضا النسبي، بعد فوز أنطوني وأنطوني-فايز وجاد وموريس مع د. أحمد شعلان في كوريا وعودة ريشار الحلو مع د. أحمد شمس الدين بجائزة أفضل مخترع وميدالية ذهبية من الكويت، حين احتل هذان الخبران مساحات واسعة من الإعلام اللبناني والعالمي المرئي والمسموع والمقروء، حيث حضرت مباراة العلوم خلال الأسبوعين الماضيين في أكثر من 15 مقالة صحفية، وأكثر من 40 خبرًا إلكترونيًا، و15 تقريرًا ومقابلةً إذاعية، والأهم أكثر من 10 إطلالات تلفزيونية على كافة التلفزيونات اللبنانية وبعض القنوات العالمية، كزهرات عطرة وسط قمامة أخبارنا، بل وشمعة تحاول إضاءة هذا الظلام الذي يحيط بنا.
شكرًا لمصرف SGBL هذا الاهتمام، آملين لمدرسة الجمهور ومبدعيها التقدّم الدائم، ولمباراة العلوم الاستمرار على هذا النهج، متمنّنين للجميع ميلادًا مجيدًا وعامًا في أمل جديد، وأدعوكم لمباراة العلوم 7 و8 و9 أيار 2015.

عشتم، عاش الإبداع وعاش لبنان